U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - الله نور السماوات والأرض -0181

   

٣٣- الله نور السماوات والأرض (2/13)

 

 

فبعد أن كان الله وحده ونوره ممتد من ذاته وثابت خلق عماء حوله على شكل حلقة هائلة لها بلا شك حدود خارجية مستقيمة ومائلة في اتجاه الوسط. وهي الآن في نفس الرسوم التي فيها الحدود الخارجية للحجب والعرش والآخرة. وتلتقي كلها في الزاوية السفلى في أدنى جهنم. فالعماء يشكل قاعدة هرم الآخرة ( أنظر الرسم ٥ب ). بالتالي فتحة الحلقة العمائية العليا أكبر من فتحتها السفلى. وتحجب من ورائها جل النور الأعظم. ولا يخرج منها من النور الكامل إلا ما يمر من فتحتيها. أما الذي يمر من خلال رداء الكبرياء فيمر بمقادير محددة. ذلك لكيلا يكون النور الأعظم هذا خارج الحدود التي جعلها الله له فيضيء بكثرة جوانب الكون المخلوق من خارجها والذي فيه حملة العرش ومن حوله فيضرهم أو يحرقهم أو يمنع عنهم ظاهرة الليل والنهار التي أرادها الله لكل من هم في نشأتهم الأولى. فنور الله دون حجب له نفس القوة إلى ما لا نهاية ويحرق كل شيء طبقا للحديث السابق. ولا أحد إلى الأبد له القدرة على أن يرى أو يتحمل هذا النور الأعظم. والكروبيون الذين هم أعظم خلق الله لن يروا في نشأتهم الثانية من نوره إلا الذي يمر عبر رداء الكبرياء دون حجب أخرى. أما ملائكة الدنيا والمؤمنون من الجن والإنس وهم أضعف خلقا فلن يروا منه إلا الجزء الذي يمر من الرداء ثم من العرش.

وبخلق العماء أصبح النور الأعظم ممتدا كاملا فقط من الجهتين العليا والسفلى. وتلك هي المرحلة الثانية التي أوجدها الله لنوره الدائم. ثم بعد ذلك خلق رداء الكبرياء تحت فتحة الحلقة العمائية ثم تحت أنواره خلق العرش على الماء ثم الكرسي في الأسفل. وهذا العرش يمثل زجاجة المصباح الكوني الأعلى الذي به يستنير كل الكون تحته بمقادير محددة. ثم خلق الله فوق جوانب العرش حجبا ثم ستورا فوقها. والحجب من نور أي تتلألأ عندما يمر نور الله من خلالها وتنقص من قوته. أما الستور فهي من ظلمة وتستر فقط نور رداء الكبرياء عن أعين الخلق دون أن تنقص من قوته. وخلق الله مصابيح مادية في السماء الدنيا للإنس وللحيوانات وجعلها تنتفخ بنور الكرسي ( فحجم الشمس الآن في الكرسي ربما عدة أضعاف حجمها يوم خلقت. وبالتالي نورها من نوره. لكننا لا نحس بذلك لأن حجمنا وحجم كل شيء يزداد أيضا ) فجعل سبحانه الظلمات والنور بمقادير في العالمين العلوي والسفلي. فالنور المادي نحتاج إليه ليدفئنا ولنبصر به في نشأتنا الأولى. أما النور الرباني فتحتاج إليه كل ذرة في الوجود. وبه سيرى الخلق في الآخرة. ومن حرم رؤيته فسيكون في ظلمات.



   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة