U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - خلق الله الكائنات الغير عاقلة قبل استوائه على العرش - الدينصورات -0179

   

٣٢- العرش والكرسي والحجب ورداء الكبرياء وظهور الله (14/14)

 

 

٣٢خ- خلق الله الكائنات الغير عاقلة قبل استوائه على العرش:

عمر الاستواء على العرش بعد خلق السماوات ليس قديما. والحيوانات كالأنعام والوحوش والطير والسمك والحشرات وغير ذلك قد خلقها الله قبل استوائه على العرش بل وقبل تسوية السماء إلى سبعة سقوف وتقسيم الأرض إلى سبع أرضين. وكان إذ ذاك مستويا إلى كل الأرض. ونستنتج ذلك من قوله تعالى﴿ هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم ﴾(٢٩-٢) وما في الأرض جميعا هنا يضم النباتات والحيوانات وكل شيء إلا الإنسان. والمعلوم هو أن استواءه تعالى على عرشه وقع بعد خلق السماوات والأرض في ستة أيام (فصل ذو العرش ١(١٠)١ ). قال الضحاك عن ابن عباس « وقد خلق الله القردة والخنازير وسائر الخلق في الستة أيام التي ذكرها الله في كتابه ... الخ ». وسنرى أن تلك الحيوانات تم خلقها في اليوم الرابع. أما اليوم الخامس فكان بداية لإتيان الأرض والسماء. واليوم السادس يوم إتمام خلق السقوف والعوالم البينية. وقد مر زمن طويل بعد ذلك ثم خلق الله الإنسان. فالكائنات العاقلة كلها كالملائكة والجن والإنس خلقت بلا شك والله أعلم بعد استوائه تعالى على العرش.

أما إن كانت في الأرض قبل آدم كائنات لها هياكل تشبه شيئا ما هيكل الإنسان كما قيل فكانت بلا شك مجرد حيوانات غير عاقلة أو " بعقول " محدودة جدا وليست من الآدميين في شيء ولم تكن حاملة لأمانة الله كالإنسان. فأهلكها سبحانه كما أهلك كل أنواع الدينصورات من قبل لأنها لا تصلح لأن تتواجد مع بني آدم. ويوم القيامة بعد القضاء بينها ستعود ترابا. ومن بين الحكم في وجودها قبل الإنسان إضلال من حقت عليه الضلالة من هذا الباب.

 

الدينصورات:

إن تاريخ الحياة الحيوانية على وجه الأرض يبين أن الله خلق لها مرحلتين. أولا مرحلة الدينصورات. وخلقت دون شك مباشرة بعد إخراج الماء والمرعى، أي لما أصبحت الأرض صالحة للحياة. لكن لم تكن مستعدة بعد لاستقبال الحيوانات التي نراها الآن. وكانت حرارتها تنقص ومناخها يتغير تدريجيا. وتجزأت اليابسة إلى قارات أخذت تبتعد عن بعضها البعض. وأخذت البحار والأنهار مجرياتها بين القارات وداخلها. وخلقت الدينصورات في بداية اليوم الرابع، بلا شك بعد خلق الأنهار. وعندما وصلت القارات إلى توازن معين بين القوى أرسى الله الجبال. ولما انتهت مهمة الدينصورات أهلكها سبحانه. وكان إذ ذاك مستويا إلى كل العوالم الكوكبية والمجرات والتي كانت في سماء بدائية لم تجزأ بعد. أي لم تكن فيها بعد عوالم بينية ولا أيضا سقوف. ثم عادت الحياة من جديد بأمر الله على ظهر الأرض فخلق سبحانه الحيوانات الأخرى. وهذه هي المرحلة الثانية وستدوم إلى قيام الساعة كما نص القرآن الكريم.



   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة