٢٩ب- الحاضر " ولحظات " الله:
الزمن الحاضر هو الواقع الحالي الجديد الذي يجعل المكتوب موجودا. ويمر على المخلوق بسرعة أو ببطء حسب سرعة حركاته وإحساسه. فالإلكترونات من مخلوقات الله تدور ملايين مرة في لحظة حول النواة. وضوء الشموس يقطع ثلاثمائة ألف كيلومتر في الثانية الواحدة مما يدل على بطء الزمن مقارنة بما يحدث أثناءه. أما نور الكرسي ونور العرش فهما أسرع من ذلك بكثير. والملائكة لهم سرعات تتناسب مع النور الذي خلقوا منه. كل هذه الأحداث تحدث بعلم الله ولها كتاب مسبق في اللوح المحفوظ ولا تأتي إلا في آوانها المحددة.
إن مقاييس الزمن عندنا ليست هي المقاييس الحقيقية. والله هو الوحيد الذي يتتبع أدنى لحظاته وكل ما يحدث فيه. وهي أصغر بكثير من اللحظات عندنا. وسبحانه أسرع من كل سريع. أي " لحظات " الله إن صح التعبير هي أقصر لحظات الزمن. ورغم ذلك فهي ممدودة بالنسبة له. وهو جل وعلا قادر على أن يفعل كثيرا من اﻷشياء في لحظة من لحظاته مع تتبع مراحل سريعة جدا دون أي عناء. ولا شيء يسبقه. وربما هذا قد يفسر سرعة ملك الموت في أخذ أرواح الذين يموتون في آن واحد. فهو آن واحد بالنسبة لإحساساتنا نحن. أما بالنسبة له فهي ربما أوان عديدة ممدودة بأمر الله ومتباعدة والله أعلم.
إرسال تعليق