٢٥- العوالم بعضها فوق بعض (6/8)
٢٥ج٦- جنة المأوى الدنيوية في جوف الكرسي:
هذه الجنة تحيط بأسفل ووسط سدرة المنتهى كما جاء في رواية كعب: " ساقها في الجنة". وأغصانها السفلى مرتبطة بها بحيث بتوسعها وارتفاعها تتوسع تلك الجنة وترتفع. ففي وسط كل روضة من رياضها غصن منها كما هو الأمر في جنة الخلد وشجرة الخلد والله أعلم. ومع انشقاق السماوات يوم الفناء ستنشق السدرة وجنة المأوى وسيموت كل ما فيهما. أما الشهداء فسيعرجون حينها إلى مواقع حول العرش وسيكونون متقلدين أسيافهم هناك كما جاء في حديث والله أعلم.
ماذا يوجد في جنة المأوى ؟
خلقت هذه الجنة بما فيها بعد الأرض والسماوات السقوف. وخلق الله آدم في مستواها ثم أخرج منها بعد عصيانه. وطرد إبليس منها قبله. فبلا شك فيها الأصناف الجميلة التي خلق الله في العوالم الكوكبية أو أكثر ( كالشجرة التي حرمت على آدم وغير ذلك مما لا نعلم ). فبالنسبة للثمار: ثمار الأرض يوجد مثلها ولو في الشكل في جنة الخلد " وأتوا به متشابها (٢٥-٢)". فلم لا نجدها في جنة المأوى الفانية والتي كان آدم يأكل من ثمارها مدة طويلة؟ أما حيواناتها فربما تشبه ما هو موجود في جنة الخلد أي الحيوانات الجميلة. أما القبيحة فربما هي في سجين كما هو الأمر في جهنم والله أعلم. بل يبدو أن حتى النيل والفرات يوجد عنصرهما فيها كما جاء في حديث الإسراء. وهي أيضا مأوى لأرواح الشهداء والمؤمنين. وهي تحت نور جوانب العرش. وبما أنه كالقبة فنور جوانبه يدور ويقع عليها وهي في الوسط في جوف الكرسي تحت فتحته. فنهارها يدوم خمسمائة سنة وليلها كذلك. فمن خلق تلك الجنة من هو في النهار بينما آخرون عندهم الليل. ويتعاقبان عليهم ويأكلون ويشربون ولا يشقون. ومن أقبل عليه الليل من الشهداء وأرواح المؤمنين صعد إلى قناديل تحت العرش وبقي هناك في ظله إلى أن يقترب النهار في تلك الجنة لأنه لا ينام.
نضيف أن جنة المأوى مقسمة من اليمين إلى الشمال إلى قطاعات فضائية مليئة بالروضات. كل قطاع من أسفل الجنة إلى أعلاها مخصص لنوع من الجن ونوع من الإنس. وبنو آدم ومن معهم من الجن مخصص لهم القطاع الأوسط أي كما في جنة الخلد وكما في سجين. ولا يوجد من الحيوانات الجميلة والفواكه والنباتات في روضات أي نوع من الجن ومن معه من الإنس إلا ما يوجد معهما في كوكبهما في السماء الدنيا. وقطاع بني آدم هو الذي فيه كل شيء جميل بلا استثناء كما رأينا سابقا. وكلما ابتعدنا عن الوسط كلما قل ذلك شيئا فشيئا.
إرسال تعليق