U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - نمو الخلائق وهرمهم -0131

   

٢١- الخلق في السماوات والأرض (46/46)

 

 

٢١ذ١١- نمو الخلائق وهرمهم:

- إن الأحياء الذين في الأرض إضافة إلى الزيادة المستمرة في حجوم ذراتهم بتوسع السماء ينمون باستمرار أيضا. وباستثناء الملائكة وربما بعض الإنس كما رأينا تتبدل هيأتهم ويهرمون ثم يموتون بينما في السماوات وفي سجين تبقى الأجسام على شكلها ولا تهرم. وكذلك الأمر في جنة الخلد. والمثال على ذلك عيسى عليه السلام الذي رفع بجسمه الأرضي وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة سيعود إلى الأرض في ذلك العمر. والقوالب الطائرة التي فيها أرواح الموتى لا تهرم أيضا.

إننا في عالم نسبي في كل مقاييسه ! نحن في هذا القرن أكبر حجما وطولا من أجدادنا لكن عظامهم قد ازداد حجمها مع مرور السنين. بالتالي تبدو آثار مساكنهم وعظامهم كحجوم مساكننا وطول أجسادنا. لقد كانوا هم في مستوى أدنى منا أي أقرب إلى المركز الموجود في باطن السماء الدنيا. أما نحن ففي مستوى أعلى. ولا أتكلم هنا عن قاماتنا النسبية. فهي كانت تنقص منذ آدم إلى أن بعث النبي محمد كما جاء في الصحيح ( عن أبي هريرة عن النبي قال: « خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا ..... فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص حتى اﻵن ». وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: « كل قرن يكون نشأته في الطول أقصر من القرن الذي قبله، فانتهى تناقص الطول إلى هذه اﻷمة واستقر اﻷمر على ذلك » ) أي إذا كان طول أجدادنا في الماضي البعيد متران مثلا فطولنا أصغر من ذلك بعض الشيء لكن المتر الآن أكبر من المتر في الماضي.

- والملائكة يزداد طولهم أيضا في النور الذي هم فيه والمتزايد عليهم باستمرار.

- أما الذين يحملون العرش فأقدامهم في تخوم الأرض السابعة كما جاء في الحديث. وكل أرض وهي على شكل حلقة في توسع مستمر. فأقدام هؤلاء الملائكة تصل بلا شك إلى مستوى الجهة السفلى من الحلقة الأرضية السابعة التي تقترب من طبقة الكرسي السفلى. وهناك نفذت لما حملوا العرش. وطولهم يزداد لأن النور الذي يأتي من الأعلى يزداد عليهم بكشف الله لحجبه. وسرعة ازدياد طولهم إذن كسرعة توسع الأرض السابعة. وهي أصغر سرعة إن استثنينا المركز العظيم. وهذه الزيادة في الطول لا شيء بالنسبة لطولهم الأول.

- إذن كل ما هو موجود في نشأته الأولى الفانية لا بد أن يزداد حجمه وحجم أثره كالعظام وغير ذلك. ولا يوجد إلا مكان واحد تبقى فيه الحجوم ثابتة وهو عالم الآخرة. لقد خلق الله ما في جنة الخلد في نشأة أبدية. فالحور العين مثلا ( وكل من سيدخل تلك الجنة ) لا يتغير حجمهن ما دمن في مستواهن لأن كمية النور التي نزلت عليهن اليوم هي التي ستنزل في الغد واليوم هناك كألف سنة من أكبر سنواتنا. وإذا كان عرض تلك الجنة زمنيا كعرض السماوات والأرض فهو بنفس الكيلومتر كعرضهما لما ينتهي توسعهما يوم الفناء. وفيها أوقات للعشي والإبكار أي زيادة ونقصان في النور يتعاقبان على أهلها لكن حجومهم باستثناء من ينزل فيها أو يعرج لا تزداد ولا تنقص لأنهم خلقوا تحت نور العرش الكامل الأقوى. وحملة العرش ومن حوله في نشأتهم الثانية لن يزداد حجمهم حينها أيضا لأن الله سيكون قد أزال كل حجبه باستثناء رداء الكبرياء.


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة