U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - شياطين الأرض الأولى -0126

   

٢١- الخلق في السماوات والأرض (41/46)

 

 

شياطين الأرض الأولى:

إن الإنسان أو الجان يمكن أن يكون مؤمنا أو عاصيا أو كافرا أو شيطانا. والشيطان هو الذي طبع الله على قلبه وأغلق عليه باب التوبة في الدرجة التي هو فيها. وجان الأرض الأولى هو من الموحدين لله. وإن عصاه تبقى التوبة مفتوحة له ما لم يقم بفعل شيطاني ويداوم عليه. وهو وسوسة الشر لمثله من الجن أو للإنسان. فيظل يوسوس الشر حتى يكتب فعله كذلك عند الله فيغلق باب التوبة عليه فيصبح شيطانا. وشيطان الأرض الأولى يوسوس كل شر إلا الشرك بالله والكفر والإلحاد. فهذه الأرض أرض الموحدين من كل الملل وكل الأجناس. لذلك يبقيه الله في تلك الأرض. فإن وسوس الشرك تبقى التوبة مفتوحة له فقط ليظل في تلك الأرض لا ليعود إلى أصله الأول. فإن لم يتب أبعده الله إلى أرض سفلية حسب مقدار نوع الوساوس وأغلق عليه باب التوبة الثاني بالنسبة له. أي يظل محبوسا في تلك الأرض السفلية ولن يعود أبدا إلى الأرض الأولى. وأشباهه في الأرضين العليا تختفي منها وتتجسد في جسمه الممسوخ فتصبح له عدة رؤوس حسب الأرض التي هو فيها. فإن كان لشيطان الأرض الأولى رأس واحد مثلا فإبليس له سبعة رؤوس لأنه في الأرض السابعة.

 

الأشباه ومقاعد السمع:

جن كل أرض لا يصعدون إلا إلى العالم البيني الذي فوق أرضهم مباشرة. وأشباههم تحتهم يصعدون في نفس الوقت إلى العوالم البينية التي فوقهم. بالتالي لا يمكن لهم رؤية الملائكة ومقاعدهم هناك لأن كل جان وأشباهه سيرون كلهم في آن واحد ملأ كل عالم بيني في نفس البعد. وهذا سيخلق تناقضا مستحيلا في عقولهم. قال تعالى﴿ وإنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا (٩-٧٢). لذا لما يصعدون لا يتجاوزون حدا معينا محروسا بالشهب. والجن غير الشياطين كانوا يتخذون منه مقاعد للسمع فقط. فيسمعون في نفس الوقت ما يقال في عدد من العوالم البينية دون تأثير ذلك على عقولهم لأنهم لا يرون أي شيء. وعليهم أن يميزوا تلك الأقوال عن بعضها البعض بأنفسهم. أما الشياطين فمنع عنهم السمع منذ تمردهم إلا من استرقه. أما إبليس فلا يصعد إلا إلى العالم البيني بين الأرض السابعة والأرض السادسة وممنوع عنه السمع لأنه شيطان. وهو يحتاج كثيرا للجن والشياطين الأخرى ليأتوه بأخبار العوالم البينة كلها. لكن منذ نزول القرآن حرم السمع على الكل أي على كل الجن والشياطين.


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة