٢١- الخلق في السماوات والأرض (38/46)
٢١ذ٥-٦- الشياطين والأشباه:
في الجن أيضا أشباه حتى وإن كانت أجسامهم غير مادية كأجسام الإنس والله على كل شيء قدير لأن شياطينهم موزعون على الأرضين السبع. فلا بد أن يتجاوب بعضهم بعضا كذرياتهم مع آبائهم ومؤمنيهم مع كفارهم وشياطينهم. وكلهم يؤمنون بوجود الله ويرون الملائكة أو بعضا منهم. منهم المسلمون ومنهم القاسطون الجائرون الذين ليسوا مستقيمين على الطريقة الربانية ولا يذكرون الله ولا يؤمنون بالبعث كما هو موضح في القرآن. والذي جعل في الناس أشباها في الأرضين السبع هو اختلاف معتقداتهم. فيهم كفار وملحدون ومشركون. ولو كانوا كلهم موحدين لما كان فيهم أشباه ولكانوا كلهم في الأرض الأولى. لكن التوبة مفتوحة لهم كما هي مفتوحة للجن إلا الشياطين منهم. فهؤلاء لهم أشباه حسب الأرض التي هم فيها كما سيتبين. فهم من المتمردين الذين يعصون الله عمدا وتكبرا وينشرون الشرك والشر بين خلقه وبين الناس فطردوا من رحمة الله في الدنيا قبل الآخرة بنقلهم إلى أرض من الأرضين السفلية حسب درجة تمردهم. وأعد لهم سبحانه عذاب السعير. فنزع منهم صفة التوبة التي جعلها في الجن والإنس. ذلك جعلهم يميلون إلى السوء ميلا عظيما دون عودة. والنفوس ميالة إليه إلا ما رحم الله. وهؤلاء الشياطين هم في مقابل الملائكة. الملائكة مؤمنون لا يعصون الله ما أمرهم أبدا. وخلقهم كذلك. والشياطين تمردوا عليه ولم يخلقهم كذلك فطبع عليهم. فهم يعصونه باستمرار ولا يفعلون الخير أبدا. فاستعملهم سبحانه ليقيس كفر الكافرين من الجن والإنس ليكون كل من هؤلاء في جهنم مع من له نفس درجتهم من الكفر. من كان كفره مثلا كشياطين الأرض الرابعة كان في جهنم معهم في الطبقة الرابعة. وسنرى أن المؤمنين أيضا سيكونون في الجنة مع الملائكة الذين لهم نفس نورهم.
إرسال تعليق