U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - ظاهرة الأشباه وعلاقة النوم بالتوبة -0122

   

٢١- الخلق في السماوات والأرض (37/46)

 

 

٢١ذ٤- ظاهرة الأشباه وعلاقة النوم بالتوبة:

الإنسان عند نومه تصعد نفسه إلى السماء ثم يرسلها الله عند يقظتها إلى الأرض التي شاء لها. فإن كانت مؤمنة فإلى الأرض الأولى وإلا فإلى أرض من الأرضين السفلى حسب درجة كفرها. ويبقى لها الأمل في أن ترسل إلى الأرض الأولى ما دامت التوبة مفتوحة لها. أما إذا ختم الله عليها فلن تلتحق بها أبدا. وقوله تعالى مثلا﴿ أولئك الذين طبع الله على قلوبهم ﴾(١٠٨-١٦) يعني أيضا أن هؤلاء أصبحوا شياطين. فلن يتوبوا أبدا لأن صفة التوبة نزعت منهم بسبب خبث قلوبهم. ولن يهديهم الله إليها فيختم على سمعهم وأبصارهم كما طبع مثلا على قلب أبي لهب والعاص بن وائل علانية في القرآن الكريم. وربما معنى ذلك هو أنهم لن يسمعوا أبدا بقلوبهم كلام الله الذي يذكر في الأرض الأولى من خلال أشباههم. فالله يجعلها فعلا صما وبكما. وبالتالي لا يسمعون من كلام الله وهم في الأرض السفلى إلا نداء بعيدا لا يعلمون مغزاه﴿ ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون ﴾ (١٧١-٢). فسبحانه أبعدهم عن رحمته وجعلهم أسفل من المؤمنين. ويتركهم ليزدادوا كفرا وليطبع عليهم في أسفل الأرضين. وسوف نرى أن الإنسان البالغ المحاسب ربما لا يموت حتى يصل إلى قمة كفره أو قمة إيمانه. فيظهر الله نور كل عبد أو كل ظلماته قبل موته ليلتحق بحقيقة قلبه إلى عالم الآخرة ويستقر في الدرجة التي يستحقها فعلا.

ويوم طلوع الشمس من المغرب سيختم الله على قلوب الكافرين كلهم وعلى درجات أعمال الناس. ففي ذلك اليوم سيغلق باب التوبة على الكل إلى الأبد. من كانت نفسه يومئذ في أرض من الأرضين السبع ظلت هناك حتى تموت أو تنتقل إلى الأسفل أكثر إن ازدادت كفرا. ولن ترفع إلى أعلى مما كانت فيه لأن لا توبة تقبل حينها. وستقوم الساعة على أشرار الخلق وهم بلا شك في الأرض السفلى دون أن يدروا أنهم فيها والله أعلم.


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة