٢١- الخلق في السماوات والأرض (34/46)
لقد خلق الله جسد آدم عليه السلام في مستوى جنة المأوى التي عند سدرة المنتهى التي في حدود العالم الدنيوي الأعلى. وكان طوله ستون ذراعا بذراع الملك. ورغم أنه كان جسدا كبيرا في ذلك المستوى لم يكن قالبا أبديا لروحه ( لأن تلك الجنة لا تزال ترتفع وتتوسع وتكبر هي وما فيها إلى يوم الفناء ). فهذه الروح خصص لها سبحانه جنة الخلد التي تحت وسط العرش مباشرة ﻷن هناك خلقت. وخلقت في أعلى درجة فيها ليكون لها أكبر " حجم " منذ بداية وجودها ( وخلقت في أحسن تقويم ومنشرحة تمام الانشراح ) ثم خلقت منها أرواح بني آدم بعد أن نفخ الله فيه من روحه ثم جعلت في قوالب هناك ( فأرواح الناس أو فقط والله أعلم المؤمنين منهم في موتتهم الأولى توجد حاليا منشرحة في قوالب في جنة الخلد كما يرمز القرآن ربما إلى ذلك " لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى (٥٦-٤٤)" ثم ينزلها الله في أجلها إلى السماوات السبع ثم تنزل بها الملائكة لينفخوها في الأجنة ): بالتالي نفهم أن اﻷرواح لم تخلق في الدنيا ولا في جنات سماواتها لأنها لا تزال تتوسع وقوالب اﻷرواح فيها أصغر من القوالب التي في أعلى جنة الخلد. وكلما كان الإنسان مؤمنا تقيا كلما رفعت درجته في جنة اﻵخرة ومد له في جسمه أكثر عندما يدخلها ( وسنرى مد الأجسام يوم القيامة في محله).
وعندما عصى آدم ربه وأنزل إلى الأرض نقص طول جسمه تلقائيا كما سنرى لأنه أنزل إلى عالم أصغر من الذي كان فيه. وأصبحت روحه غير منشرحة كما كانت وهي في جنة المأوى التي عند سدرة المنتهى بل في ضيق بعض الشيء. وأنزلت أشباهه التي كانت في جنات السماوات السبع إلى الأرضين السبع ( هذا إن صدقنا أن في كل أرض آدم كآدم. أما اختلاف الحجوم من مستوى إلى الذي تحته فهذا والله أعلم لا شك فيه حتى وإن لم تكن ظاهرة الأشباه موجودة ! ) .
إرسال تعليق