٢١- الخلق في السماوات والأرض (33/46)
٢١ذ٢- الأشباه والأرواح:
إن كان الله قد خلق فعلا أشباها في الأرضين السبع فذلك يعني أنه خلق لكل نفس واعية منا سبعة أجساد وسبع أرواح. والأجساد صغيرة في الأرضين السفلى كبيرة في الأرضين العليا. بالتالي الروح في الأرض الأولى تحتل جسما أكبر من الذي تحتله شبيهتها في الأرض السفلى. فهي إذن منشرحة في الأرض العليا وفي ضيق في الأسفل. أما النفس وهي الجزء الواعي منها فهي بالتأكيد واحدة لكل إنسان. وتوجد إما في الأرض الأولى إن كانت مؤمنة موحدة أو في أرض من الأرضين الأخرى حسب ملتها وأعمالها أو في السابعة إن كانت كافرة كل الكفر أو منافقة. وكلما كانت في الأسفل كلما أحست بالضيق. قال تعالى﴿ ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء ﴾(١٢٥-٦)( أي كأنما يصعد في جو السماء حيث ينقص الأوكسجين ) بخلاف من شرح الله صدره للإسلام. والكافر طبعا لا يصعد في السماء وإنما نفسه والله أعلم هي التي انتقلت بكفرها بأمر الله إلى أرض من الأرضين السفلى، إلى جسد صغير وصدر ضيق وروح غير منشرحة أي تحت الضغط ( فالآية ترمز طبعا إلى تضييق الصدر للروح وللنفس أي تضييق قالب الروح. فشبهته بمثل معلوم عند الناس وهو تضييق الصدر للتنفس مع صعوده في السماء ) قال تعالى أيضا﴿ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ﴾(۱۲٤-۲۰) أي معيشة ضيقة. وقد يقصد بها القالب الروحي الضيق الذي نحن بصدده والله أعلم. وقال تعالى﴿ لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم (٤-٩٥) ثم رددناه أسفل سافلين (٥-٩٥)﴾ فخلق الإنسان في السماء ثم أبعد إلى الأرضين السفلى كلما كفر إلا الذين آمنوا﴿ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون ﴾(٦-٩٥). وأجرهم الأول هو أن يكونوا في حياتهم الأولى في الأرض العليا ثم في السماوات العلا بعد موتهم ثم في جنة الآخرة بعد بعثهم.
إرسال تعليق