٢١- الخلق في السماوات والأرض (30/46)
ونتساءل نحن: لماذا خلق الله داخل السماء الدنيا سبعة
مستويات من المجرات والكواكب ؟
ولماذا جعل عالما بينيا بين كل أرض وأرض غلظه كغلظ كل أرض
خمسمائة سنة ؟ والمقصود بكل أرض هنا كل حلقة أرضية بمجراتها
المتعددة لأن غلظ كوكبنا الصغير لا شيء بالنسبة لسرعة
الملائكة. إن الروايات تخبرنا بوجود " أمثال " لنا في كل أرض ( ولكيلا يلتبس علينا هذا المصطلح سنسميهم في هذا الكتاب "
أشباها " بدل أمثال لأن الأمثال لغويا لها معاني أخرى ).
وهذا قد يعني أن عدد المجرات والكواكب هو أيضا نفسه في كل
أرض.
ولا تتغير إلا الحجوم.
أما سجين تحت الأرض السابعة فهو مخصص لأرواح الكفار
بعد موتهم.
إن بني آدم يوجدون في كوكب صغير في أطراف مجرة من مجرات الأرض الأولى، درب التبانة. وإذا كانت الروايات عن الأشباه صحيحة فيمكن لنا القول بأن في كل حلقة أرضية مجرة مثلها بحجم مختلف ويكون بنو آدم ونحو ما على الأرض من الخلق إلا ما شاء الله مكررين سبع مرات. فالله قادر على استنساخ الأجسام والأرواح وكل شيء. ولم يخلق كل الكون على قدر عقولنا نحن بل ما خلق يفوق عقول كل الخلائق. لكن لماذا سيخلق أشباها في كل أرض ؟ وهل هي مستقلة كل شبه يفعل ما يريد أم أنها تفعل نفس الشيء وكل الأحداث مكررة هي أيضا في كل أرض في نفس الوقت ؟ إن الأمر الثاني هو الأقرب إلى التصديق ولو أنه غريب جدا. لكن دائما لماذا إن صحت الروايات ؟
ولكي نتابع تحليل هذه المسألة العجيبة لا بد أن نفترض أنها حقيقية. إن الإنسان إذا كان فعلا مكررا سبع مرات فلا يبقى لنا أن نقول إلا أنه ربما موجود بنفسه الأصلية ( والتي لا يشعر إلا بها ) في أرض ما وموجود فقط بأشباهه في الأرضين الأخرى ( ذلك لأننا لا نشعر بأنفسنا إلا في أرض واحدة ). وكل ما يفعله أو يصيبه تفعله أشباهه ويصيبها ما أصابه بأمر الله في نفس الزمن. أي الأرضون السبع هي بمثابة مرايا عجيبة بعضها لبعض. لكن لماذا ؟
والجواب هو ربما لفصل الناس عن بعضهم البعض حسب معتقداتهم. فيكون فريق من النفوس الواعية في الأرض الأولى وفريق في الأرض الثانية وفريق في الثالثة... الخ. أي يكون المؤمنون الموحدون موجودين بأنفسهم الأصلية في الأرض الأولى وغيرهم من الظالمين والكافرين والمشركين والمنافقين ... الخ في الأرضين الأخرى وتتجاوب أشباههم تماما مع النفوس الأصلية. ولا أحد يدري أين يوجد هو بالضبط ولا من يحيط به من الناس هل أشباه أم نفوس أصلية. ربما لذلك يقول تعالى عن الكافرين﴿ أولئك ينادون من مكان بعيد ﴾(٤٤-٤١) ولم يقل " كأنهم ينادون ... " مما قد يدل أنهم فعلا بعيدون عن المكان الذي يدعون فيه إلى الله والإسلام. أي ربما نفوسهم الأصلية موجودة في أسفل سافلين بعيدة عن نفوس المؤمنين الذين هم في الأرض الأولى والله أعلم. وبالتالي يمكن أن نقول عامة: لا تجتمع النفوس الأصلية التي في نفس الأرض ( باستثناء المنافقين طبعا وبعض الحالات ) إلا في المساجد والكنائس والمعابد المختلفة الأخرى والحانات وغير ذلك من مجالس الخير أو الشر. وإذا أردت أن تلتقي فعلا بأمثالك الذين في نفس الأرض فعليك مثلا بالمسجد إن كنت من المسلمين.
إرسال تعليق