U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - ابتلاء الجن والإنس وطبقات جهنم -0101

   

٢١- الخلق في السماوات والأرض (16/46)

 

 

٥- ابتلاء الجن والإنس وطبقات جهنم ( الابتلاء الذي يؤدي من خسر فيه إلى النار ):

حيثما يوجد إنس يوجد معه جن خاص به وبطبيعته. وقوله تعالى﴿ يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس ﴾(١٢٨-٦) يؤكد أنهم يقيمون معا في كل قطر. ثم لا بد من وجود الإنس مع الجن ليبلغوهم الوحي لأن الله يصطفي رسله بلا شك فقط من الملائكة ومن الناس. وكما رأينا توجد أصناف عن اليمين وأخرى عن الشمال. والمحاسبون منهم ستة أصناف كبيرة عن اليمين وستة أصناف كبيرة عن الشمال ( كل صنف كبير فيه أنواع كثيرة وعددها كعدد الأقطار التي هي فيها. ورأينا عدد الأقطار لكل صنف ) وبنو آدم مع بني إبليس في الوسط. وقال تعالى ﴿ ونبلوكم بالشر والخير فتنة ﴾(٣٥-٢١) أي بكل أنواعهما دون استثناء. ما من خير أو شر مهما كانت درجته إلا وقد ابتلي به أحد ما على الأقل. 

الأصناف الأولى التي عن اليمين والتي عن الشمال واللاتي سيدخل عصاتهن الطبقة الأولى فقط من جهنم ( وليس فيهم كفار كما أشرت ) خلقت لمواجهة القدر الأصغر من الابتلاء المتعلق بالكبائر ( وهو الذي من خسر فيه دخل النار ) لكن والله أعلم ابتلاء من في اليمين ربما مختلف في الكيفية وليس في الكمية عن ابتلاء من في الشمال لكيلا يكونا متشابهين تماما في ما يصيبهما. وبالتالي ربما لا يوجد عندهما نفس الأشكال من الأشياء والحيوانات والثمار والمشروبات والمشاكل والمصائب ... الخ إلا ما كان ضروريا كالماء مثلا وما شاء الله لكنهما متساويان في قدر الابتلاء وفي التنعم وبالتالي في مقادير الأجر والعقاب ( هذا بالنسبة لكل خلق عن اليمين وكل خلق عن الشمال تبعد كواكبهما عن الوسط بنفس المسافة ).

وعدد أنواع هؤلاء كما رأينا ٢٤٣ من جهة اليمين ومثل ذلك من جهة الشمال. كل نوع في كوكب وكلهم موحدون إلا أن فيهم من يرتكب الخطايا والكبائر. فالذين منهم في أقصى الأطراف هم الأقل عصيانا لكن تعذيبهم سيكون أشد شيئا ما كما سبق وبينت لكون ابتلائهم خفيفا ولم يصبروا عليه. ويوجد في تلك الأقطار ربما على الأقل ٢٤٣ شكلا من العصيان ومن الابتلاء من جهة اليمين ومثل ذلك بشكل آخر من جهة الشمال إن افترضنا أن كل نوع لا يتميز عن الذي يليه إلا بنوع واحد من الابتلاء. وكلما اقتربنا من الكواكب التي في الوسط كلما ازداد عدد أنواع الكبائر وأنواع الابتلاءات. وتفصيل هذه الأرقام هنا بهذا الشكل هو فقط لفهم منطق هذا الأمر. أما عدد أنواع الابتلاءات فلا يعلم به إلا الله.  

أما الأصناف الثانية التي عن اليمين والتي عن الشمال وتلي الأصناف الأولى في اتجاه الوسط واللاتي سيدخل عصاتهن وكفارهن الطبقة الأولى والثانية فقط من جهنم فخلقت لمواجهة قدر من الابتلاء أكبر من مجموع ابتلاءات الأصناف الأولى. فيوجد عندها إذن كل ما يوجد عند الأولى إضافة إلى ما زادها الله ليميزها عنها. فتوجد عندهم أشياء وحيوانات ومصائب ومشاكل أكثر ونعيم أكبر ... الخ. وهنا أيضا ابتلاء من في اليمين مختلف ربما عن ابتلاء من في الشمال لكنهما متساويان في قدر الابتلاء والتنعم وبالتالي في مقادير الأجر والعقاب بالنسبة لكل نوعين هنا أيضا تبعد كواكبهما عن الوسط بنفس المسافة. وما يوجد عند من في اليمين لا يوجد عند من في الشمال إلا ما كان ضروريا وما شاء الله.  

وعدد أنواع هؤلاء ٨١ من جهة اليمين ومثل ذلك من جهة الشمال. عندهم جميع الابتلاءات التي عند الصنف الأول إضافة إلى ما زادهم الله بسبب طبيعتهم. عندهم على الأقل ٢٤٣ + ٨١ أي ٣٢٤ نوعا من الابتلاء. وعندهم على الأقل ٨١ نوعا من الكفر. ويشتد كل ذلك كلما اقتربنا من الوسط. والكفر يبدأ معهم.

وهكذا كلما انتقلنا إلى كوكب حي أقرب إلى الوسط كلما ازداد قدر الابتلاء وازدادت المصائب وكذا أشياء التنعم وازداد عدد أنواع الحيوانات الجميلة والقبيحة والفواكه ... الخ. وخصص لأشد الكفار هناك الطبقات السفلى من جهنم أكثر فأكثر.

أما بنو آدم وبنو إبليس في الوسط فابتلاهم الله بكل أنواع الابتلاءات التي ابتلى بها الأصناف الستة التي عن اليمين ( ٢٤٣ + ٨١ + ٢٧ + ٩ + ٣ + ١ أي عددها ٣٦٤ ) وأيضا التي عن الشمال ( والمجموع بينهما ٧٢٨. فعندهم بالتالي على الأقل ٧٢٨ شكلا من العصيان والكفر ) إضافة إلى ما زادهم سبحانه ولا يوجد إلا معهم في الوسط كالنفاق والكفر الشديد المبالغ فيه والابتلاءات القصوى والنعم العظيمة والنقم الرهيبة. وطبعا ابتلاء الجن مختلف عن ابتلاء الإنس وبلا شك أخف منه والله أعلم.

لقد ألهم الله النفس فجورها وتقواها. أي جعلها قابلة للتعرف وللميل إليهما لكن لم يرغمها على أي منهما. أما أنواع الجن والإنس التي جبلت على الإيمان في الكواكب التي في أقصى اليمين والتي في أقصى الشمال فلم يلهم الله أنفسهم أي فجور. أما الآخرون المحاسبون فألهمهم بعض الفجور على حسب بعدهم أو قربهم من الوسط. فتلك الأنواع لا تعرف ولا تميل إلا إلى ما ألهمت له. أما عن الإيمان والتقوى فقد فتح سبحانه كل درجاتهما لكل هؤلاء الجن والإنس. وبالتالي تتميز كل هذه الأنواع عن بعضها البعض بنوع الإلهام الإلهي ودرجته وأنواع الابتلاءات وعددها ودرجتها والتكاليف الشرعية إضافة إلى عدد أنواع أعمالهم. كلما اقتربنا من الوسط كلما زاد ذلك العدد.  

الابتلاء الذي لا يؤدي من خسر فيه إلى النار: الذين كلهم مؤمنون مبتلون فقط في درجة إيمانهم وأعمالهم ولا تخرجهم ابتلاءاتهم عن إيمانهم حتى وإن لم يفلحوا فيها. فكلهم سيكونون درجات في الجنة ( فابتلاؤهم ليس في الكبائر وإنما في الأمور التي قد يزيد بها أجرهم أو ينقص داخل الجنة ). والذين في أقصى الأطراف هم أقرب إلى الملائكة من غيرهم. وهم ممتحنون بأقل ابتلاء الله أعلم به. وكلما ابتعدنا عن تلك الأطراف كلما ازداد قدر الابتلاء وزاد عدد أنواع الأعمال عندهم أيضا. أما المحاسبون فيضاف إلى ابتلائهم طبعا ما ابتلي به هؤلاء الذين كلهم مؤمنون والله أعلم.


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة