٢١- الخلق في السماوات والأرض (9/46)
رأينا أن كلما اقتربنا من الكواكب التي في الوسط كلما كان أشد كفارها في الطبقات السفلى من جهنم. وسنرى في فقرة شكل جهنم أن حفر الأطراف في كل مستوى منها تتلقى صديد أهل حفر الأقرب منها إلى الوسط. أي في نفس المستوى الأفقي كلما ابتعدنا عن الوسط كلما كان العذاب أشد شيئا ما. فعصاة الكواكب التي في أطراف المنطقة التي فيها الجن والإنس المحاسبون والذين سيكونون في أطراف الطبقة الأولى من جهنم سيعذبون أكثر شيئا ما من الذين أقرب إلى الوسط وإن كانت لهم " نفس الدرجة " من العصيان كهؤلاء. ذلك لأنهم الآن في عالم أقل ابتلاء من الذين في الوسط. والأقل تعذيبا في كل مستوى هم بنو آدم وبنو إبليس لأنهم في الوسط وأكثر ابتلاء باستثناء من منهم في الطبقة السابعة. فهؤلاء ليس معهم فيها غيرهم. وأشد كفار هذه الطبقة السابعة هم كفار الدرك الأسفل. ومنافقو بني آدم سيكونون بالتأكيد وحدهم في هذا الدرك. ولو كان فيه غيرهم لكانوا أشد كفرا شيئا ما منهم لأنهم سيكونون في أطرافه. ولا يمكن ذلك لأن بني آدم يوجدون في الوسط تماما ويجب أن يكون أشد كفارهم أشد كفار الوجود كله. لذلك لا يوجد منافقون في الأنواع الأخرى من الإنس. أما الجن فليس فيهم نفاق. أما الدرك الذي فوق الدرك الأسفل فليس فيه أيضا إلا كفار بني آدم وكفار بني إبليس. فإبليس هو أخبث الشياطين لأنه كفر وتحدى الله. فهو سيكون بالتأكيد في طرف من أطراف أسفل الطبقة الثانوية العليا من الطبقة السابعة من جهنم. لن يكون تحته إلا المنافقون. وكونه في إحدى تلك الأطراف مع كونه في الدنيا في الوسط تماما مع آدم يؤكدان أن الطبقة الثانوية هذه ليس فيها إلا أشد كفار ذريتهما الذين ليسوا منافقين. أي ليس في هذه الطبقة نوع آخر من الإنس أو من الجن. ويؤيد ذلك أيضا أن هذه الطبقة السابعة ستكون مأوى للذين يتعاطون أخبث الشذوذ الجنسي كما سنرى في آخر هذا الكتاب. فالله أخبر أن قوم لوط تعاطوا لفاحشة لم يسبقهم بها أحد من العالمين. وبالتالي الأنواع الأخرى من الإنس وقد سبقت بني آدم في الخلق لا تقوم بمثل هذه الخبائث. وسنرى أن أشدهم خبثا سيكون فقط في الطبقة السادسة. وبالتالي إذا كان القطر الأوسط في الدنيا ليس فيه إلا نحن وذرية إبليس فكل قطر آخر ليس فيه أيضا إلا نوع واحد من الإنس ومن معهم من الجن. وعدد الأنواع كعدد الأقطار أي ٦٥٦١. ونوع الإنس الأقرب إلينا سيكون بعده عنا بمسافة تقدر بملايين السنين في مجرة أخرى في القطر الذي يلي قطرنا سواء عن اليمين أم عن الشمال. أي في مجرة تدور في النهاية حول مركز غير الذي تدور حوله في النهاية مجرتنا. فيستحيل إذن أن يكون اتصال بدني بالمراكب والصواريخ بين أي نوعين من الإنس لبعد المسافات الهائلة وأيضا لوجود حراس في الحدود بين كل قطرين يمنعون بشواظ من نار ونحاس كل من يريد الخروج من قطره. فالقرآن ذكر إمكانية الرحلات في الفضاء مع استحالة الخروج من القطر وبالتالي عدم إمكانية هذا النوع من الاتصال (أي هذا أيضا قد يوحي بأن كل قطر لا يوجد فيه إلا نوع واحد من الإنس وآخر من الجن لا يمكنهما الخروج منه لكيلا يكون أي اتصال بين الأنواع، ولو أن الآية القرآنية عن ذلك تحتمل أيضا وجود عدة أنواع في كل قطر). كل هذا يدل على أن كل نوع من الإنس ومن معه من الجن سيظلون لوحدهم في قطرهم إلى يوم الفناء. أما احتمال وجود حيوانات غير عاقلة في كواكب أخرى غير كواكب الإنس أي في قطرنا وفي كل قطر فممكن لأن هذا التحليل لا ينفي ذلك. لكن كما سوف نرى في فقرة الساعة مجموع عدد حيوانات المنطقة المعمورة كلها يبقى أقل من مجموع عدد الإنس والجن.
إرسال تعليق