U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - الغيبوبة - الإحساس في الحلم -0071

   

١٩- الروح والنفس والجسد والحياة (14/15)

 

 

١٩ج- الغيبوبة :

الغيبوبة درجات. وهي انفصال الصلة بين الحواس الخارجية ومراكزها التي في المخ. وأثناءها تنام النفس في برزخها وتبقى الروح في الجسد. ولا تنزعج بانزعاج الحواس إلا في الغيبوبة الخفيفة جدا. وربما يمكن للنفس أن تفيق في حلم الروح كما يحدث في النوم لكنها لا تستطيع أن توقظ الجسد لأنه لا يستجيب. وتظل في تلك الحالة الصعبة إلى أن تنام مرة أخرى. وقد تظل في الغيبوبة عدة سنين ثم تفيق أو تموت. ولا شك أن الإنسان لا يموت في هذه الحالة أيضا إلا إذا كانت نفسه حاضرة في الجسد لتذوق سكرات الموت وتكلمها الملائكة. فكل إنسان في غمرات الموت إلا ونفسه في يقظة تامة، بصره يومئذ حديد، سواء كان في يقظة أم نائما أم في غيبوبة مهما كانت درجتها. كل نفس ذائقة الموت فتحس وهي ملتصقة بالروح باقتلاعها من كل جزيئات الجسد وخروجها منه. ولا تنفصل عنها إلا بعد ذلك. إلا أن ذلك سهل على المؤمن وعسير على الكافر.

 

١٩ح - الإحساس في الحلم:

إحساس الإنسان في الأحلام الجميلة هو بلا شك من إحساساته في الجنة. وعندما يستيقظ يرى أنه كان في سعادة تامة بل ويتمنى لو ظل في حلمه ولا يستيقظ. ففي اليقظة الدنيوية خليط بين مختلف الإحساسات لكثرة المشاكل والهموم والأحزان لا يجعل الإنسان يبلغ قمة سعادته كما يبلغها في الحلم الجميل إلا عندما يفرح كثيرا. فذلك الفرح ينسيه لزمن قصير متاعب الدنيا. أما الإحساس في الكوابيس فهو بلا شك من إحساسات الإنسان في جهنم. فقد خلق الله في الدنيا خليطا بين المضادات كلها. ويوم القيامة سيتم الفصل بينها. بعضها سيكون في جهنم والبعض الآخر في الجنة. ففي الجنة ستتغير بيولوجية الإنسان وسيحس مثلما يحس في الحلم الجميل إلا أنه هناك سيكون في يقظة تامة أكثر مما كان في الدنيا. أي حتى اليقظة الدنيوية ممزوجة بالغفلة والسهو وقلة التركيز والعياء ... الخ. أما في الآخرة فلا يشوبها شيء من ضدها.

لقد جعلنا الله في أحلامنا نذوق بعض إحساسات الآخرة التي هي مفيدة أيضا لأبداننا وقلوبنا وأرواحنا وأنفسنا وأفئدتنا. كما جعلنا في يقظتنا نذوق بعض المتلذذات والآلام التي هي أيضا من ظواهر الآخرة.

   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة