١٩- الروح والنفس والجسد والحياة (11/15)
نضيف هنا ظاهرة العياء التي هي من إحساسات النفس الواعية ككل الإحساسات. يبدو أن لما تتلاشى قبضة النفس للروح والبدن دون أن تنام تظهر ظاهرة العياء. ربما بظهور مواد تفرز في الدم أو في الخلايا العصبية لما يعمل الجسم أكثر من طاقته ومما خطط له في زمن معين تجعل النفس تحس بالإرهاق لعدم تمكنها تماما منه. وهذا سيختفي في الجسد الذي ستكون فيه في جنة الخلد. أما الذي سيدخل النار فسيزداد عليه التعب ولا يفارقه.
١٩ت- متى يستيقظ الإنسان من نومه ؟
لا يفيق الإنسان من نومه إلا بإذن الله، أي إذا أرسل النفس من السماء إلى الجسد لكن حواسه إذا انزعجت كفاية يفيق أيضا بإذن الله. وذلك يعني أن إضافة إلى الصلة التي بين الحواس الجسدية والروح توجد صلة عجيبة بين الروح والنفس ( أو الملك المكلف بها ) وإن كانتا منفصلتين وبعيدتين عن بعضهما البعض كما أثناء النوم العميق. كأن الروح ترمي بإشارات معينة يعلم بها الملك المكلف اللهم إذا كان يرجع بالنفس في أوقات محددة طبقا لما كتب في اللوح المحفوظ وأخبر به فيرجع بها بسرعة البرق.
وأحيانا عند بداية النوم أو عند نهايته يحلم الإنسان وهو لا يزال يشعر بنفسه. ذلك لأن النفس في الظروف العادية تنفصل عن الروح والجسد تدريجيا ثم ترد إليهما تدريجيا. وقيل أن هذه المرحلة قد تدوم عشر دقائق تقريبا حسب تخطيط الدماغ الطبي ( وأشير أنها ذكرت في الحديث:« بينما أنا عند الكعبة بين النائم واليقظان ... »).
وأحيانا أيضا، قبل النوم مباشرة أو بعد اليقظة بينما النفس في كامل وعيها، يمكن أن ترى وعيناها مغلقتان، بعض الصور التي تختفي بعد ذلك بسرعة. هذه الحالة ناتجة عن اضطراب طفيف جدًا في وقت اتصال عينا الروح بعيني النفس أو انفصالهما. حينها تنظر النفس بسرعة إلى الصور التي تصدر من اللاشعور. ومثل هذه الصور هي التي تأخذها عادة إلى النوم. وعادة لا يمكنها رؤيتها إلا إذا كانت شبه نائمة وليست واعية بنفسها. في هذا المثال، سبق اتصال العينين انفصال النفس قبل النوم (والإنسان لا يزال واعيا قبل النوم)، واتصال النفس سبق انفصال العينين بعد الاستيقاظ (والإنسان هنا استعاد وعيه بعد النوم).
إرسال تعليق