١٩- الروح والنفس والجسد والحياة (10/15)
- قد يستيقظ الشعور فيرى صاحبه نفسه في مشهد ما في مكان ما وهو لا يعلم بأنه استيقظ في حلم. وعندما يفيق كليا يرى أنه ليس في ذلك المكان. وهذا يعني أن النفس استقرت في الطرف من الروح المخصص للوعي لأنها استيقظت ولم تستقر في الذي هو مخصص للعقل. لذا لم يكن لها من ينبهها أنها في حلم رغم يقظتها فيه وشعورها بوجودها. وهذا حلم واعي لكن دون عقل.
- وأحيانا يستيقظ الشعور ويرى صاحبه نفسه بعيني جسده ( وهما مفتوحتان ) في نفس المكان الذي هو نائم فيه ولكن جسمه لا يستجيب. وهنا استقرت النفس في قالبها الروحي أكثر من التي في الأمثال السابقة ولم تستقر كاملا في الطرف المخصص للمسائل الاختيارية. فالنفس في الحالات العادية تتحكم في كل العضلات الاختيارية.
- وأحيانا يحس الشعور بأن الجسد متكئ على جانبه الأيسر مثلا لكن عندما يفيق صاحبه كليا على إثر ذلك يرى نفسه مضطجعا على جانبه الأيمن. وأحيانا يتكلم ويصرخ لكن لا أحد بجواره يسمعه. ولا يفيق إلا بعد جهد لأن عضلات الجسد لا تزال مشلولة ومنفصلة عن أطراف النفس. وفي هذا العرض قد يتبين أن للنفس يمين وشمال وحواس مختلفة وأنها لم تستقر بعد في الطرف المخصص لاتجاهات الجسد. ويمكن أن تتطابق حواسها جزئيا أو كليا أو لا تتطابق مع حواس الجسد الخارجية أو الباطنية.
وعند بداية النوم الملك هو الذي يأخذ النفس ( كما رأينا في الحديث الذي رواه ابن مردويه عن ابن عباس ) وينطلق بها إلى مستقر مؤقت في السماء. فكونها ترسل كما في قوله تعالى﴿ ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى ﴾(٤٢-٣٩) يؤكد ذلك والله أعلم. والنفس هي التي تنام وتموت ( وليس الروح ) كما جاء في القرآن﴿ والتي لم تمت في منامها ﴾ (٤٢-٣٩). وتخرج من الجسد أثناء النوم ربما لأمرين: الأول ليستعيد الجسد والروح نشاطهما دون تأثير من النفس. والثاني غريب جدا كما سنرى وهو إرسالها بعد نومها إلى أرض من الأرضين السبع حسب درجة إيمان صاحبها أو كفره قبل نومه والله أعلم.
إرسال تعليق