١٩- الروح والنفس والجسد والحياة (9/15)
ويوجد دليل غير مباشر نستنتجه من الحديث النبوي يؤكد أن الروح هي التي تحلم وهو أن روح الميت غير الشهيد يجعلها الله هي أيضا في جوف طائر فتظل ترى بعينيه وهما مفتوحتان بخلاف عيني الجسد الأرضي النائم كأنها تحلم دون وعي من صاحبها ( وهذا من عجائب عالم الممات ! تخيل إنسانا نائما يتصرف تصرف اليقظان يرى ويسمع ويأكل من شجر الجنة. أما الشهيد فتزوج نفسه بروحه فيعي بما هو فيه ). فحلم الروح بعد الموت ليس أضغاث أحلام بل حقيقة واقعية تمر منها ولا تدركها النفس الواعية إلا ما شاء الله. أما حلمها أثناء نومها في حياتها الأولى باسثتناء الرؤية الصالحة كما سنرى فتخالط من الرموز تؤخذ من الذاكرة وتفرض عليها لأجل أن يتوازن الجسد بعد كل ما حدث له في اليقظة. وربما لولا الحلم لما استطاع الإنسان تحمل كل ما يحدث له في الدنيا ولفاق ذلك طاقته جسديا وروحيا. ولا شك أن الروح تحلم باستمرار أثناء النوم كما أنها بعد الموت وهي في جوف طائر لا تنام. فإن كانت مؤمنة تعلق من شجر الجنة ثم تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش وهكذا إلى حين قيام الساعة. والإنسان كما أشرت لا يعلم من حلمه إلا ما شاهدته النفس وهي حاضرة في الجسد خصوصا قبل اليقظة ( أما ما شاهدته قبل مغادرتها الجسد أي قبل النوم العميق فعادة ينسى ). فإن استقرت في الطرف من الروح المخصص للوعي واستقرت في بصر الروح ستستيقظ في الحلم كما رأينا. أما إذا استقرت فقط في بصر الروح وهذا ما يحدث عادة فإنها سترى ما يجري في الحلم دون أن تعي بوجودها. فتوجد إذن ثلاثة أنواع من الأحلام: حلم لا تحضره النفس أي أثناء النوم العميق ( فتظل الروح تحلم لوحدها ). وحلم تحضره وتتفاعل معه دون وعي منها. وقد يسجل بعضه في الذاكرة فيتذكره الإنسان. وحلم تحضره وهي في يقظة. وهذا لا ينساه الإنسان إن استيقظ إلا ما شاء الله. أما الرؤيا فليست من الحلم في شيء.
إرسال تعليق