U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - ماذا يحدث أثناء النوم -0065

   

١٩- الروح والنفس والجسد والحياة (8/15)

 

 

الحلم الواعي يبين إذن أن وعي النفس يظهر حتى وإن لم تتطابق عيناها مع عيني الجسد. بالتالي الروح والنفس معا دون الجسد كافيان لظهور الوعي. وهذا يتوافق مع الحديث الذي فيه أن روح الميت بعد خروجها من الجسد تراه بعينها ومع الحديث أيضا الذي فيه أن الأنبياء تنام عيونهم ولا تنام قلوبهم.

أما الحلم العادي الذي تراه النفس في غير وعي منها فلأنها حينها مستقرة فقط في الطرف من الروح المخصص لبصرها ولم تستقر في الذي هو مخصص للوعي. وهذا الحلم الذي تكون فيه النفس حاضرة ما هو إلا مرحلة إما لانتقالها إلى الملأ الأعلى أو لظهور وعيها الكامل بيقظتها. فالنفس إذن تمر دوما من ثلاث حالات: - حالة اليقظة وهي مستقرة في كل أطراف الروح والجسد. - حالة النوم العميق وهي خارج الجسد ( ولا تخرج منه ولا تدخل إلا بأمر الله أو إذنه مع العلم أن أشياء ما كما سنرى قد تعيق خروجها ). - حالة النوم السطحي وهي مستقرة جزئيا في بعض أطراف الروح والجسد سواء قبل النوم العميق أم بعده ( وعلامة النوم السطحي هي أن الإنسان عندما يفيق على إثره يعلم أنه كان يحلم. وقد يتمنى في بعض الأحيان لو طال به حلمه أكثر وهو لا يدري بأن هذا الحلم الذي حضره ليس إلا آخر مرحلة أدت به إلى اليقظة. أي لولا ضرورة يقظته لسبب من الأسباب لظلت نفسه خارج بدنه أي في نوم عميق ولظلت الروح تحلم لوحدها دون أن يكون حاضرا في ذلك ). وكثير من الأشياء تمنع النوم العميق إما بمنع النفس من أن تخرج من الجسد أو ترغمها على الرجوع إليه كالألم وضرورات البدن الباطنية والظاهرية ما يعلمها الإنسان وما لا يعلم. وأحيانا قد يستيقظ فجأة دون أن يتذكر أي حلم. ذلك لأنه انتقل سريعا من النوم العميق إلى اليقظة. أي رجعت نفسه واستقرت بسرعة في كل قالبها الروحي. 


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة