١٩- الروح والنفس والجسد والحياة (7/15)
وهذا الاضطراب الشللي سيعيننا على فهم بعض ما يحدث في النوم للنفس والروح. وقد يأتي بأعراض مختلفة تقع لكثير من الناس منها على سبيل المثال:
- قد يستيقظ شعور الإنسان من النوم أحيانا في ظلمة حالكة ولا يدري حينئذ أين هو ولا يحس بجسده ولا بأي شيء. ويقظة الشعور تعني أن النفس استقرت في الروح لكن هنا فقط في الطرف المخصص للوعي ولم تستقر في الذي هو مخصص للبصر فترى ظلمة أي لا ترى شيئا وكأنها عمياء. وهذا يعني أن لها عينان وترى ما تراه الروح إن انطبقت عيناهما تماما ( وهذا يقع في الحلم فقط ) وترى العالم الخارجي بعيني الجسد إن انطبقت عيناهما كذلك ( وما خلقت عينا الجسد إلا لترى بهما عينا النفس. والذي فقد بصره يظل يرى بعيني نفسه عندما يحلم في نومه ). وقد ترى لوحدها ما يريه الله لها وهو الرؤيا كما سنرى. أما الروح لوحدها دون النفس فلا ترى بعيني الجسد الخارجية ( باستثناء حالتها بعد الموت وهي في جوف طائر مأمور بأن يفتح عينيه. هذا طبعا بالنسبة لروح المؤمن غير الشهيد ) لأن ليست لها القدرة على التحكم فيهما لكن ترى رغما عنها ما تراه النفس الواعية في اليقظة لأنها تهيمن عليها ( فالروح تظهر للنفس النائمة حلمها إن كانت حينها في الجسد. والنفس الواعية تظهر للروح ما تراه في يقظتها ). أي إذا أفاق الإنسان انقطع حلم الروح. وإذا نام عادت تبصر بعينيها ما تحلم به. وجاء في رواية أن روح الميت بعد خروجها من الجسد تراه بعينها ( بلا شك لأن النفس الواعية لا تزال مرتبطة بقالبها الروحي لكن سرعان ما تنفصل عنه فينام الميت ). وهذا يعني أن النفس والروح معا يمكن لهما أن يبصرا العالم الخارجي دون عيني الجسد لكن وهما في جوفه لا يستطيعان إلا بهما لأنه يحجب كل حواسه عنهما إذا نام. ونومه لا يكون إلا بنوم النفس.
- قد يستيقظ الشعور أحيانا في حلم ويستطيع صاحبه أن يؤثر فيه بإرادته. وعادة لا يشعر الإنسان في حلمه بأنه يحلم. وهذا يدل على أن اللاشعور هو الذي يحلم وليس النفس الواعية. واللاشعور هو في الحقيقة شعور الروح التي تظل في الجسد أثناء النوم عند ذهاب النفس إلى " برزخها " المؤقت في السماء ( أي إلى حين عودتها إلى الجسد النائم ). وفي هذا العرض نرى أن النفس استقرت في الطرف من الروح المخصص للوعي لأنها استيقظت كما استقرت أيضا في الذي هو مخصص لبصر الروح فقط فتطابقت عيناهما مما جعلها ترى حلمها. أما عينا الجسد فلم تتطابقا بعد مع عيني النفس لكن ذلك لا يدوم إلا لحظة قصيرة لأن النفس بطبيعتها ووعيها تميل إلى اليقظة الشاملة. وأطرافها في الظروف العادية لا بد أن تأخذ موضعها فينقطع الحلم الواعي هذا بسرعة.
إرسال تعليق