U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - الروح والنفس والجسد والحياة -0060

   

١٩- الروح والنفس والجسد والحياة (3/15)

 

 

كان تشريفا لبني آدم بأن وهبت لهم الحياة من روح الله وليس فقط بأمره "كن". ولا يصح أن نقول بأن روح آدم من روح الله بل فقط حياته نشأت من نفخته سبحانه. وأخذت أرواحنا أيضا الحياة منها. أما روح آدم التي تميزه عن غيره فخلقها الله من قبل مستقلة. والدليل على ذلك قوله تعالى﴿ ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ﴾(١١-٧). والمقصود من "خلقناكم" الأرواح ومن "صورناكم" الأجساد المادية. وكانت كل الأرواح يومئذ متساوية في المقاييس وليس فيها ذكر ولا أنثى ولا نسب. أما حواء فخلق جسدها مباشرة من جسم آدم الحي. وروحها خلقت من روحه كما خلقت أرواح بنيه. قال تعالى﴿ خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها ﴾(٦-٣٩) والزوجية هنا في الجسم المادي فقط. ثم بث من جسمي آدم وحواء بعد أن أنزلا إلى الأرض أجساما حية ذكورا وإناثا كما قال تعالى﴿ الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ﴾(١-٤). فجنس أي إنسان إذن لا تحدده روحه وإنما جسده. وكذلك الوراثة والأبوة ( وتوجد نسبة قليلة جدا من الناس ولدت أجسامهم دون تحديد جنسهم بها بالضبط مع أنه مسجل عموما في كل خلية منذ بداية خلقهم في الرحم فيعجزون عن تصنيف نوعهم ). فالروح ليست ذكرا ولا أنثى وإنما قالبها الجسدي هو الذي يحدد ذلك. أما النفس الواعية فتحس به فقط عند البلوغ. ثم إن جنس الجنين كما هو معروف يحدد ظاهريا قبل نفخ الروح. أما الأم فتلد مولودها فقط جسديا أي تلد جسده بعد التقاء نطفتها بنطفة الأب. لكن روحه لا علاقة لها بروح أبويه وتنفخ حية في كيانه مستقلة عنهما وإلا لقلنا أن الأرواح تم تزويجها وأنجبت في عالم الأموات يوم خلقها من روح آدم قبل تزويج أصحابها في الأرض. 

   



اقتناء الكتب 

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة