U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - الروح والنفس والجسد والحياة -0059

   

١٩- الروح والنفس والجسد والحياة (2/15)

 

 

لقد خلق الله جسم آدم من طين في جنة المأوى الدنيوية بعد رفع التراب من كوكب الأرض وخلق " روحه " كبيرة ( ولم تكن لها بعد صفة الإحياء ) والله أعلم في جنة الخلد ثم أنزلها إلى جسدها فجعلها مرتبطة بكل جزيئات أعصابه. ثم نفخ فيه من روحه فدبت الحياة فيها بأمره وأصبح الجسد حيا مباشرة بإحياء الروح. فكل روح لها صفة الإحياء. وأراد لها سبحانه الدوام إلى الأبد. ستظل حية بعد موت الإنسان حتى يبعث ثم تدخل الجنة أو النار. ولو شاء لأعدمها. إنه على كل شيء قدير. ثم خلق أرواح بني آدم من روح أبيهم ليأخذوا الحياة الروحية الأبدية منها. ثم جعلهم يظلون في حالة موت الذي هو انفصال الروح عن النفس الواعية حتى تخلق أجسادهم في الأرض. وبأرواحهم تحيا أجسادهم أيضا ثم تموت بخروجها. وبعد خلق هذه اﻷرواح وتصويرها في قوالب رفعها سبحانه والله أعلم إلى جنة الخلد حيث خلقت روح آدم. وسنرى لماذا في محله. ونتساءل: أجعلها الله هناك في نفس الدرجة بمؤمنيها وكافريها أم جعل كل روح مؤمنة في الدرجة التي سيكون فيها صاحبها في تلك الجنة وكل روح كافرة في درجتها في جهنم. وفي جميع الأحوال كل نفس ستحس بدرجة من الانشراح أو من الضيق حسب درجة إيمان صاحبها أو كفره لأنها خلقت من روح واحدة خلقت في أعلى مستوى في جنة الخلد والله أعلم.

أما النفس " الواعية " فتجعل الإنسان في يقظة. إن خرجت من جسده مؤقتا فهو في نوم أو غيبوبة. وإن خرجت نهائيا مات. ولا تخرج نهائيا إلا مع خروج قالبها الروحي وبحضور ملائكة الموت الذين يتكلفون بإخراجه وكفنه وحمله إلى قالب مخصص له في العالم الآخر. وهي أجواف الطير المذكورة في الحديث النبوي. وكفن الروح هو قالب مؤقت لها أثناء رحيلها. ولا تخرج من الجسد لوحدها أبدا بل بفعل الملائكة المخصصين لذلك. ففي جهنم مثلا بالنسبة للكافر ستظل محبوسة فيه مهما احترق وتعذب. فظاهرة الموت أو النوم التي هي انفصال النفس " الواعية " عن روحها " اللاواعية " ستختفي تماما يوم البعث. فلن يموت الإنسان ولن ينام أبدا لا في الجنة ولا في النار. ستظل النفس ملتصقة بقالبها الروحي وبالجسد إلى الأبد.

- وبعد الموت تكون الروح جوهر الإنسان كما رأينا في جوف طائر في السماء أو في سجين فتجعله حيا لأنها حية وتحيي بأمر الله كل جسد كانت أجزاء أعصابه متطابقة مع أجزائها تماما كما كانت في الجسد الأرضي ( لكن الله قادر على أن يجعلها تتطابق مع أي قالب شاء. ونستنتج ذلك من ظاهرة المسخ المذكورة في القرآن إلى قردة أو خنازير ). فإن كانت النفس الواعية حاضرة فيه أيضا فالإنسان في يقظة حي يرزق. وهذا شأن الشهداء. وإن كانت منفصلة عنه في مكان أو قالب آخر فالإنسان ميت أي كالنائم حتى يبعث. وهذا يدل على أن في الإنسان نفس وروح. وروح المؤمن الميت غير الشهيد تكون في جوف طائر مأمور. فنفسه الواعية لا تأخذ بزمامه لأنها غير متصلة به. فيطير بالروح اللاواعية لكنها حية ويعلق من شجر الجنة. ولا يحس المؤمن بوجوده حينها إلا كالذي يحلم في نومه دون أن يدري. 

   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة