١٤- الموت مرتان ومصير الأرواح (11/13)
وسئل ﷺ عن أرواح الكافرين قال « محبوسة في سجين » رواه أبو الشيخ وأبو المغيرة. وسجين يوجد بين مركز الدنيا من جهته العليا ( وهو على شكل صخرة كبيرة ) وبين الحلقة الأرضية السابعة. ورأينا أن أرواح المؤمنين في السماوات السبع تتنعم بكرة وعشية. فماذا يحدث للكافرين كل يوم واليوم كألف سنة ؟ قال تعالى عنهم﴿ النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ﴾(٤٦-٤٠). فهم محبوسون في سجين ولن تفتح لهم أبواب السماء إن عرج بهم. بالتالي يعرضون على النار هناك لأن سجين يشبه جهنم.
وسواء كان النهار أو كان الليل في جهة منطقتهم ( والنهار هنا من نور الكرسي والليل من ظله ويدوم كل منهما خمسمائة سنة ) فهم يعرضون على النار في سجين بكرة وعشية دون أن يروا نورهما ( فأنوارهما ترى فقط خارج سجين ). ولا يصعدون ليلا إلى أبواب الآخرة خارج الكرسي لأنهم دوما في ظلمة ولأن السماء لا تفتح لهم بخلاف المؤمنين الذين لا يتركهم الله في ليل جنات المأوى بل يجعلهم يأوون إلى القناديل المعلقة بالعرش ( ففي سجين حفر النار. فهو بمثابة جهنم للأرواح الكافرة. وفي جنة المأوى الدنيوية روضات كما في جنة الخلد. روضات للأرواح المؤمنة وللشهداء وما شاء الله ). والكفار لا يرون أي جزء من نور الكرسي لأن نوره المرئي بالنسبة لهم لا يدخل إلى سجين كما لا يدخل نور العرش المرئي إلى جهنم أيضا لوجود حجاب بينها وبين جنة الخلد. وبالتالي قد يوجد حجاب أيضا فوق سجين يحجب النور المرئي. فلا يدخله إلا ما هو ضروري في الوجود لأن لا يخلو من نور الله أي مكان مطلقا. وكل من مات كافرا لن يرى أي قسط منه. فسيكون أعمى عنه وأضل سبيلا. فالكافرون في طيور سود مظلمة بالنسبة لهم يغدون ويروحون على حفر النار في سجين. وما بين تلك الأوقات يحبسون في سجنهم في السلاسل والأغلال والعذاب ( وهو ربما الجحر التي في الحديث والله أعلم ).
ونضيف هنا أن الكفار موجودون فقط في الكواكب التي في نفس الزاوية التي فيها سجين. فهو مخصص لهم ( وسنرى تفاصيل عن هذه الزاوية في آخر الكتاب ). وهم الذين سيدخلون جهنم يوم القيامة. من كان منهم في اليمين داخل تلك الزاوية ستكون روحه في اليمين داخل سجين. ومن كان فيها في الشمال كانت روحه فيه في الشمال. وسيكونون كذلك في جهنم. وكل نوع من الإنس ومن معهم من الجن قد خصصت لهم وحدة فضائية في سجين ممتدة من الأمام إلى الخلف. فبنو آدم وبنو إبليس خصصت لهم الوحدة الفضائية الوسطى. بعضهم في الأمام منها وبعضهم في الخلف. والليل والنهار يتعاقبان على الأمام والخلف لكن الكفار كما قلت لا يرون نور النهار.
وجاء في الحديث ( صحيح البخاري ومسلم ) أن في شهر رمضان تغلق أبواب الجحيم. وربما بالتالي لا يعرض عليها أثناءه الكافرون أو على الأقل العصاة الموحدون والله أعلم. وقد يكون العرض قائما أيضا في القبور التي في أرضنا هذه للنفوس الواعية ربما بكرة وعشية من أوقاتنا نحن فيفيق الإنسان فيرى في يقظة مقعده من الجنة أو النار والله أعلم ( أنظر الفقرة الموالية ).
إرسال تعليق