U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - أرواح الشهداء والمؤمنين -0042

   

١٤- الموت مرتان ومصير الأرواح (5/13)

 

 

وللجمع بين هذه الأحاديث ( أي هل الشهداء في الجنة يعلقون من شجرها أم ببابها يخرج إليهم رزقهم بكرة وعشية ؟ ) نقول والله أعلم بأن الشهداء بالنهار، وهو من نور جوانب العرش هناك، يعلقون من شجر جنة المأوى الدنيوية التي في جوف الكرسي ( وهذا ما نستنتجه من الجزء الأول من الحديث إلا أنه لم يذكر الوقت ولم يحدد أن الجنة تلك هي جنة المأوى الدنيوية. وطبعا لا يكون ذلك إلا في نور وفي جنة غير جنة الخلد. لكن الحديث الذي في الفقرة السابقة يؤكد أنها بالفعل جنة المأوى التي في جوف الكرسي لأن كل من خلا على سنة النبي ﷺ ينتهي إلى سدرة المنتهى ). وبالليل وهو ظل تلك الجوانب، يأوون إلى قناديل معلقة بالعرش أي خارج الكرسي ( فلا معنى لوجود قناديل إذا لم يكن هناك ظلام وهو ظل العرش كما جاء في الحديث. وظل العرش لا يوجد في جنة الخلد وإنما في خارجها وتحت جوانبه أيضا. أما وسط العرش فوق هذه الجنة فهو مستنير على الدوام. ثم إن الأرواح لا تنام وأنفس الشهداء لا تحتاج إلى النوم فتأوي إلى القناديل لأن النور المرئي في جنة المأوى الدنيوية بلا شك يختفي بمجيء الليل. ولو كان النهار فيها على الدوام كما في جنة الخلد لظلت فيها دون انقطاع والله أعلم ). ويتبين هنا أيضا والله أعلم أن الطيور الخضر التي فيها أرواح المؤمنين والشهداء ليست مستنيرة بل تحتاج إلى أن تلجأ ليلا إلى القناديل المعلقة بالعرش. ذلك ﻷنهم بعد موتهم لن يأخذوا نورهم حتى يبعثوا ويحاسبوا يوم القيامة لقوله تعالى ﴿ وإنما توفون أجوركم يوم القيامة ﴾(١٨٥-٣)" وليس قبلا. والليل طويل يدوم خمسمائة سنة كالنهار لأن طول اليوم ألف سنة. لذلك الشهداء والله أعلم يرزقون أثناءه أيضا لكن بلا شك من جنة الخلد التي في عالم الآخرة والتي توجد في مستوى القناديل. وهي أعلى من جنة المأوى الدنيوية. وبالتالي الشهداء عندما يحين الليل يرتفعون إلى القناديل المعلقة بالعرش ويتركون تحتهم جنة المأوى التي كانوا فيها بالنهار. وبما أن لا يمكن لأحد أن يدخل جنة الخلد الآن لعظم نورها فهم يظلون قرب أبوابها يخرج إليهم رزقهم بكرة وعشية ( وهذه أوقات جنة الخلد. لا أوقات غيرها ) بينما هم في ظل العرش حينها ليس لديهم إلا نور القناديل المعلقة هناك. وعندما يأتي النهار إلى الجنة التي كانوا فيها ينزلون ويعلقون من شجرها. وهكذا حتى تقوم الساعة والله أعلم. ولا شك أن الشهداء يرزقون من الفردوس الأعلى، وهو الطبقة العليا من جنة الخلد. فهم سيدخلونه إن شاء الله بعد الحساب. أما بكرة تلك الجنة وعشيتها فهما الأوقات التي يرزق فيها أهلها أيضا. وما بينهما يظهر الله بلا شك لمن في داخلها الآن من الملائكة الخزنة والغلمان والحور العين. كذلك سيظهر للمؤمنين بعد يوم الحساب ودخولهم إليها. ولا يشتغل أحد حينها إلا برؤية المجيد الجليل جل جلاله. فظهوره بهذا النظام من ميزات جنة الخلد منذ خلقت والله أعلم.

   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة