١٤- الموت مرتان ومصير الأرواح (4/13)
١٤ب٢- أرواح الشهداء والمؤمنين:
إن الشهداء وهم هنا الذين قتلوا في سبيل الله ليسوا أمواتا بل أحياء، لهم أنفس يشعرون بها في يقظة تامة بل أكثر مما كانوا وهم في الأرض، يرزقون فرحين بما آتاهم ربهم في جنة المأوى. قال مسلم في صحيحه: سئل النبي ﷺ عن الشهداء فقال« أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل فاطلع عليهم ربهم اطلاعة ( وهذا دليل على أن الله يطلع على من يشاء من عباده بعد موتهم ويحدثهم وهو بلا شك حينها في ظلل من الغمام. وكل من مات شهيدا في سبيل الله يطلع الله عليه بلا شك والله أعلم ) فقال: هل تشتهون شيئا ؟ فقالوا: أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ؟ ففعل ربهم بهم ذلك ثلاث مرات. فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا: يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى. فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا ». وروى الإمام أحمد عن النبي ﷺ قال « لما أصيب إخوانكم يوم أحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش... الخ ». وروى أيضا عن النبي ﷺ « الشهداء على بارق نهر بباب الجنة فيه قبة خضراء يخرج إليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشية ».
إرسال تعليق