١٤- الموت مرتان ومصير الأرواح (3/13)
عندما يموت المؤمن يفسح له في قبره سبعون ذراعا، في حديث رواه ابن جرير عن أبي هريرة عن النبي ﷺ( وفي رواية يوسع له في قبره مد بصره ) وينور له فيه ويفتح له باب الجنة فيقال له أنظر ما أعد الله لك فيها ( أي ينظر إلى مستقره في جنة الخلد ) فيزداد غبطة وسرورا ثم تجعل نسمته في النسم الطيب وهي طير أخضر يعلق بشجر الجنة ( أي جنة المأوى التي عند سدرة المنتهى أو أقل منها درجة حسب الملة بدون شك ) ويعاد الجسد إلى ما بدئ من التراب ». وقبل أن تجعل الروح في جوف طائر توضع في أكفان وحنوط من الجنة تنزل بها الملائكة ( وهذا يدل على أن الروح لا بد لها من شيء يضمها ). ثم بعد ذلك يعرجون بها في أكفانها إلى القالب المخصص لها ( وهو قالب حي يطير ). وحقيقة الأكفان والحنوط في حديث رواه الحافظ الموصلي عن النبي ﷺ. فالروح تكفن من طرف الملائكة قبل كفن الجسد من طرف الناس.
والموت كالنوم. والإنسان الميت تكون روحه في مرحلة خاصة كأنه "يحلم". أما النفس التي تشعر فهي منفصلة عنها وعن الجسد إلا بالنسبة للشهداء ولا تدرك ما يقع للروح. جاء في حديث الحافظ أبو عيسى الترمذي عن أبي هريرة عن النبي ﷺ« إذا قبر الميت وأتاه ملكا القبر وامتحناه ( وهما منكر ونكير عن ابن عباس في خبر الإسراء ) يفسح لقبر المؤمن ويقال له: نم فيقول أرجع إلى أهلي فأخبرهم ( أي بدخوله الجنة ) فيقولان: نم نومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك ». وفي حديث البزار عن أبي هريرة وفيما قال «أما المؤمن فيرى القبر فكأنما كانت رقدة» وفي نفس الحديث « أما الكافر فيضرب ضربة تسمعها كل دابة إلا الثقلين ( هذا يشير إلى أن الدواب تحس بصراخ الأرواح ) ثم يقال له نم كما ينام المنهوش » أي الذي تنهشه الدواب والوحوش ثم يضيق عليه قبره في الظلمة.
إرسال تعليق