U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - كن فيكون وذات الله تجاه المادة -0024

   

١٠- كن فيكون وذات الله تجاه المادة (2/2)

 

 

١٠ت- ذات الله تجاه المادة:

إن المادة تخضع لأمر الله " كن" لكن في بعض الأحيان يخضعها سبحانه لما أراد بيده أو بما شاء من ذاته: كطي السماوات بيمينه وقبضته للأرض يوم القيامة دون لمس بالمفهوم الذي نعرفه. فالله يفعل بالمادة ما يشاء بيديه وهو في الأعلى فوق عرشه. فخلق آدم بيديه في مستوى جنة المأوى الدنيوية التي فوق السماء السابعة أمام أعين الملائكة لكن لم يروا هم لا الله ولا يديه. فسبحانه فوق عرشه لكن ذاته يمكن بإرادته أن تتحكم في المادة في أي مكان في الكون في بعد آخر دون لمس. كذلك سيدخل سبحانه يده في جهنم ليخرج منها ما لا يحصيه غيره وهم عتقاء الرحمان لكن لا أحد سيرى يده في جهنم. وهؤلاء العتقاء لن يحسوا بأنهم في يد الرحمان أثناء إخراجهم من النار. سيرون أنفسهم فجأة في خارجها على نهر يقال له نهر الحيوان. بل يده سبحانه في الأعلى فوق عرشه ولكن سيدخلها في جهنم حين يشاء في بعد آخر لا يعلمه إلا هو دون لمس. وكذلك حين يضع قدمه فيها فينزوي بعضها إلى بعض. فلو حدث لمس أو فقط اقتراب بين ذات الله وجهنم لتحطمت بما فيها. بل لو أزال حجابه حتى ولو لم يقترب لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ولانعدم كل شيء. وكذلك ستكون السماوات والأرضون في يده كخردلة يوم يطويهن. فهو دائما فوق عرشه والسماوات في الأسفل ستكون في يده دون لمس في بعد آخر.

أما عن استوائه على العرش فهو كما سوف نرى يبعد عنه بمسافة هائلة. لكن في البعد الآخر الذي تتفاعل به ذات الله مع المادة فهي مستقرة على العرش دون لمس أو اقتراب، تماما فوقه في الوسط دون انحياز إلى جهة أكثر من أخرى. وهو سبحانه أكبر من عرشه. وأما عن الكرسي موضع قدميه فلا يعني أنهما يمسانه. فلو مساه لتحطم لكن وضعهما سبحانه عليه في البعد الآخر الذي لا يعلمه إلا هو بينما هما فوق عرشه.

ملاحظة: إن الملائكة قد تكون لهم أيضا وبأمر الله صفة التحكم في المادة دون لمسها وبمقدار محدود حسب القوة النورانية التي منحتهم. فأجسامهم خلقت من نور وليس من المادة التي خلق منها الإنس والحيوانات. وبالتالي ربما بالإمكان أن يرفع ملك جبلا مثلا دون أن يلمسه لكن بحركة وقدرة معينة من ذاته في بعد آخر لا تصل إليه حواس الإنسان. قال ملك الجبال لمحمد ﷺ: " إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين". وربما الجن لهم أيضا شيء من هذه الصفة بقوة أضعف والله أعلم. 

   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة