U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - كن فيكون وذات الله تجاه المادة -0023

   

١٠كن فيكون وذات الله تجاه المادة


 

١٠أ- أخرج الإمام أحمد حديثا يقف سنده عند أبي ذر قال النبي ﷺ قال الله« عطائي كلام وعذابي كلام إذا أردت شيئا فإنما أقول له كن فيكون ». وأمره كلمح بالبصر ينفذ في حينه حتى وإن كان في أقصى حدود الكون أو في أعماق أي شيء. والكون كله باطنه وظاهره وحتى فراغه سميع منفذ لكلمات الله " كن" التي تتهاطل عليه بكثرة لا يحصيها إلا هو سبحانه المحصي لكل شيء فتبرز إلى الوجود كل الأشياء والأحداث التي أرادها. فالحاضر في أي مكان من صنع الكلمات الكنية تلك التي لولاها لتوقف كل مخلوق على الإطلاق وانعدم.

 

١٠ب- الخلق بالكلمة والخلق باليد:

إذا أراد الله شيئا فإنما يقول له كن فيكون لكن في عمليات الخلق توجد مخلوقات خلقها بيديه وبكلامه وأخرى بكلامه فقط كالملائكة مثلا. في حديث رواه الطبراني قال رسول الله ﷺ« إن الملائكة قالت يا ربنا أعطيت بني آدم الدنيا يأكلون فيها ويشربون ويلبسون ونحن نسبح بحمدك ولا نأكل ولا نشرب ولا نلهو فكما جعلت لهم الدنيا فاجعل لنا الآخرة قال لا أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي كمن قلت له كن فيكون ». أي الذي خلقه الله بيديه أعظم عنده من الذي خلقه بكلامه فقط. فآدم خلقه بيديه من تراب ثم نفخ فيه من روحه. واشترك الفعل باليد والكلمة﴿ إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ﴾(٥٩-٣). وخلق سبحانه السماوات والأرض أيضا بيديه بل كان مستويا إليهما يوم خلقهما. فخلقهما إذن أعظم وأشد. وشاء أن يمر هذا العالم بأطوار. ومن الغباء أن يقال أن الله استراح في اليوم السابع بعد خلق السماوات والأرض بل ارتفع إلى الأعلى بعد ذلك وخلق العالم العلوي تحت العرش. خلق الجنة التي عرضها السماوات والأرض أيضا بيديه كما جاء في حديث الصور لبنة من ذهب ولبنة من فضة. فإذا كان الله قد جعل أطوارا في خلق ما فقد جعلها لأجل ذلك الخلق. والفرق بين جنة الخلد والعالم السفلي هو أن هذا الأخير خلق أطوارا. ولا شك أن خلق شيء في مراحل تتتابع باستمرار أعظم من خلقه في مرحلة واحدة. فالأول يمر خلقا بعد خلق. أما الثاني فهو خلق واحد. أما عظمة جنة الخلد في خلقها ففي القوانين التي جعلها الله فيها. فهي خير وأبقى وملك لا يبلى ونعيم مقيم إلى الأبد. ولم تخلق أطوارا لأن لا حاجة للناس فيها إلى ذلك.

   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة