U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - مشيئة الله -0019

   

٨- مشيئة الله (2/3)

٨ب - خصوصيات مشيئة الله:

- مشيئة الله أزلية:  أنظر الفقرة السابقة.

- مشيئة الله كاملة:

إن الله إذا شاء شيئا أي كان في مشيئته الأزلية فإنما يشاؤه بكل جوانبه حاضره ومستقبله ومختلف أحداثه. ولا ينسى منه شيئا وما كان نسيا. فأمر خلق السماوات والأرض وأجلهما وأهلهما وكل ما يحدث فيهما إلى أن يستقر أهل الجنة في الجنة إلى الأبد وأهل النار في النار إلى الأبد كانوا دائما في نفسه تعالى. 

- تحقيق المشيئة لا يتغير حتى يتم:

قال تعالى﴿ فعال لما يريد ﴾(١٦-٨٥) فكل مشيئاته لا بد أن تتحقق. ولا يغير من واحدة منها شيئا حتى يتم تحقيق كل ما في التي أراد لها أن تسبق وتحدث في أجلها. قال تعالى﴿ وتمت كلمات ربك صدقا وعدلا ﴾(١١٥-٦) لكن هذا لا يعني أنه مقيد بها. فقد أخبرنا أنه قادر على كل شيء وعلى أن يغير مشيئاته كلها أو بعضها لو أراد. لذلك يقول مثلا ﴿فلو شاء لهداكم أجمعين ﴾(١٤٩-٦) ولو شاء لفعل كذا وكذا. وحرف "لو" يبين أنه بإرادته لا ولن يشاء ذلك.  

- مشيئة الله أسسها العلم والعدل والحكمة:

ما يشاء الله يشاؤه لحكمة، هو الحكيم الخبير. كل شيء عنده بمقدار. فهو عليم بأمور مشيئته وعواقبها وأمور خلقه.

- مشيئة الله كبيرة:

ما شاء الله كثير لا يعلمه ولا يحصيه إلا هو. حتى ولو اجتمع كل الخلق لإحصائه ما استطاعوا. ونحن في جزء من مشيئته.

- بداية زمن تحقيق مشيئة الله:

كان الله وحده في زمن لا بداية له. ثم أتى زمن خاص به كان في علمه سبحانه أن يقع فيه ما كان في مشيئته وليبرز صفاته في خلقه ويكونوا معه إلى الأبد ( فالأزل كان فيه وحده. أما الأبد فأراد أن يشركه مع خلقه بعضهم في الجنة تكرما منه على استسلامهم لأمره وبعضهم في النار جزاء على رفضهم لمشيئته مع أنهم يتنعمون بوجودهم في ملكه. وآخرون حول عرشه فضلا منه مع العلم أنه لا يحتاج لوجودهم. فهو غني عن العالمين. فموضوع الوجود كله يدور حول مشيئة الله ومواقف خلقه منها ). فالمشيئة المتعلقة ببداية زمن تحقيق كل المشيئات في الخلق كانت هي أيضا أزلية. كان الله دائما عليما بأن أجلا محددا بإرادته لا يعلم بتفاصيل سره إلا هو سيأتي ليبدأ فيه عمليات الخلق. أي كل شيء بما في ذلك بداية الكون له أجل مسمى عند الله منذ كان ولا بداية له. وبالتالي كل الأزمنة وما يحدث فيها هي من آجال الله المنبثقة من مشيئاته الأزلية. فهو من خلق البداية والنهاية لكل شيء وأجلهما طبقا لما كان دائما في نفسه تعالى.

   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة