U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - هو الذي يدرك الأبصار -0017

   

٧- هو الذي يدرك الأبصار (3/3)

           

لقد خلق الله كل ملك تحت نور معين. ولم يخلق أحدا في نوره الأعظم المباشر إلا العماء حوله ثم رداء الكبرياء تحته. أما العرش فخلق فقط تحت أقوى أنوار هذا الرداء. ثم ظل وسطه تحت نوره مباشرة. أما جوانبه فجعلها الله تحت الحجب لما خلقت. لكن بعد يوم الحساب لن تبقى حجب إلا رداء الكبرياء ( بالتالي حملة العرش ومن حوله سيستطيعون هم أيضا أن يروا الله مباشرة لأنهم سيطيقون كلهم يومئذ نور رداء الكبرياء المباشر دون الحجب التي هي الآن بينه وبينهم. وجاء في رواية أن حملة العرش هم أعلى درجة من كل الذين في جنة الخلد. أنظر كتاب تصنيف وتفسير آيات وفصول القرآن العظيم في أول فصل محمد ﷺ « وجعلني في أعلى غرفة في الجنة في جنات النعيم فليس فوقي أحد إلا الملائكة الذين يحملون العرش». وبما أن لا حجب يومئذ إلا رداء الكبرياء فهذا ربما قد يعني أن الله يكشفها الآن تدريجيا حتى تنعدم ليزداد نوره على خلقه كما سنرى ). ولو خلق العرش بعد الحجب أي تحت نورها لما تحمل كشفها لا الآن ولا يوم البعث. لكن الآن نور جوانب العرش من نور حلقات الحجب ونور وسطه من نور رداء الكبرياء مباشرة والنور كله من الله سبحانه. والحجب ليست هي العماء. فهذا على شكل حلقة هائلة في الأعلى. أما الحجب فتوجد تحت رداء الكبرياء الذي يسد فتحة حلقة العماء وتحجب بقدر النور الإلهي الأعظم الذي ينزل من الأعلى. وفي وسطها فتحة كبيرة ينزل من خلالها نور الله مباشرة عبر رداء الكبرياء إلى وسط العرش ومن تم إلى جنة الخلد.

إن الله جزأ نوره بحجبه وعرشه وكرسيه وسماواته. وحتى لو خلقك تحت نور عظيم كالذين في جنة الخلد فلن تستطيع أن تراه إلا إذا أراد. أي حتى ولو كشف حجبه كلها أو جعلك في أعلى مقام في الفردوس الأعلى فلا يمكن لك رؤيته إلا إذا شاء هو أن يتجلى لك وإلا فلن ترى إلا نوره العظيم وإن شاء. فهو الباطن بذاته. فمن حقائق الله "ذاته" والنور الذي ينبثق منها. أما الناس في نشأتهم الأولى فحجبت عنهم تلك الذات ونورها. فيؤمنون بذلك بالغيب وهم في جزء من نور الكرسي الذي هو جزء من نور الله لكنهم لا يرونه ما داموا في الأرض بخلاف الملائكة في نشأتهم الأولى: حجبت عنهم الذات اللهم إلا في ظلل من الغمام أو في هيأة غير التي سيراها الخلق في الجنة. أما نور الله فيرونه كل حسب مقامه في السماوات. أما الذين في جنة الخلد فلم تحجب عنهم لا الذات الإلهية ولا نورها عبر رداء الكبرياء.

   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة