إن كنت من الموقنين بالله يمكن لك تجاوز هذه الفقرة وانتقل مباشرة إلى الفقرة الثانية "ركائز الوجود ". ولا تكن ممن يقضون عمرهم كاملا فقط في البحث عن أدلة مذبذبين بين الشك واليقين لأنك ستظل في دنياك على عتبة دار العلم محروما من معرفة حقائق الوجود وعجائب وأسرار الكون.
كل الأشياء والموجودات مسخرة بعضها لبعض أو لأغراض معينة. ذلك من الدلائل القوية على وجود المسخر جل جلاله. لا تفسير لوجود التسخير وهو تسخير محكم يربط بين وظائف الكائنات المختلفة إلا وجود الخالق العليم الحكيم. هو الوحيد الذي يخلق ويعلم كيف ولماذا ولمن يسخر مخلوقاته.
التسخير من آيات الله ( أنظر كتاب تصنيف وتفسير آيات وفصول القرآن العظيم - فصل آيات الله ٤٢- فصل نعم لله على الناس ٥٢- فصل الله والخلق ٤٠ ) وهو أنواع: تسخير بين مخلوقات مختلفة كتسخير الشمس والقمر والنجوم والمطر وغير ذلك للإنسان مثلا ولتقوم الحياة على الأرض أو غيرها، وتسخير بين المجتمعات وداخلها سواء كانت مجتمعات إنسانية أم غيرها، وتسخير داخل الكائنات نفسها بين أجزائها وداخل كل جزء. ويهم التسخير أيضا الخلايا وجزئياتها. بل وجود المخلوق قائم بتسخير كل جزيئاته ومكوناته الكبيرة والصغيرة بعضها لبعض. فالكل مسخر لما قدر الله له. ووجود الذكر للأنثى والأنثى للذكر من التسخيرات العجيبة الواضحة والمعجزة التي تشهد قطعا على وجود الله. وقد أقسم بنفسه في هذا الموضوع﴿ وما خلق الذكر والأنثى ﴾(٣-٩٢). وكذلك تسخير الآباء للأولاد ... الخ.
إرسال تعليق