U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - مقدمة -0002

   

.

.

.

قصة الوجود هي قصة كل الأحداث وأفعال الله. ولا يعلمها إلا هو. والقرآن والحديث النبوي أخبرانا شيئا ما عن قصة الإنسان وبعض الأحداث الماضية والحاضرة والمستقبلية. ذلك من أنباء الغيب أنزله المولى عز وجل إلى عباده ليؤمنوا به ويستجيبوا له لعلهم يرشدون.

وكتاب قصة الوجود هو مكمل لكتاب تصنيف وتفسير آيات وفصول القرآن العظيم. وهو تفسير مفصل لكثير من المسائل الغيبية والكونية. وسيهديك إن شاء الله إلى تحسين نظرتك للعالم وللوجود. سبحانه هو الهادي إلى الصواب والصراط المستقيم. ولا تكتمل هذه النظرة إلا بالتفكر المستمر في عجائب الكون وحقائق القرآن والحديث. أما علوم الإنسان بمفردها فليست فيها وسائل لاقتحام الغيب.


في هذا الكتاب أسرار تتجلى مباشرة من آيات القرآن أو من الحديث النبوي مع شيء من التفكر، وأسرار أخرى كثيرة نستنتج بعضها من بعض. وسنستعين بالأحاديث والروايات حتى التي تعتبر غريبة ونأخذ بأصوب الاحتمالات على ضوء المنطق العام والله المستعان على ما نصبو إليه. لقد أمرنا بالتفكر في كل ما يتعلق بالدنيا والآخرة لقوله جل وعلا﴿ كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون (١١٩-٢) في الدنيا والآخرة ﴾ (١٢٠-٢ ). والحديث النبوي حثنا على التفكر في خلق الله ونهانا عن التفكر في ذات الله لأن لا أحد يستطيع أن يصل إلى حقيقة من حقائقه التي لا يعلمها إلا هو. ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. أما التفكر في خلق الله فمطلوب بل هو من الواجب. ولم يضع الحديث ولا القرآن حدا في ذلك. والتوصل إلى حقائق حقيقية ممكن بهما حتى وإن كانت من الغيبيات وإلا لما طلب منا التفكر. وهذا هو موضوع كتاب قصة الوجود.

وإن صادفت أحيانا معطيات دون دليل فواصل القراءة حتى تجده في فقرة أخرى. وقد تضطر لإعادتها مرارا وتكرارا لتستوعبه. وإن بدا لك ضعيفا فهذا الكتاب ليس إلا محاولة للتقرب من فهم ما يحدث في عالم الغيب. ولا يلزمك الإيمان بشيء إلا إذا كان دليله واضحا من القرآن أو حديثا صحيحا. أما غير ذلك فهو فقط للتأمل في غيوب هذا الوجود الضخم العجيب. فالكتاب أقيم على تفصيل وتوضيح الصورة التي جاءت في كل معلومة غيبية في القرآن أو في الحديث مع الحرص على ألا تناقضهما بل ستزيدك إيمانا إن شاء الله تعالى وتفتح بصيرتك على معاني خفية وسيزداد إعجابك بهما. وربما ستأخذ أمر دينك بجد أكثر مما كنت عليه إن شاء الله وبإذنه. وهذا هو المطلوب. لذا خذ من هذا الكتاب فقط ما يطمئن إليه قلبك ويقتنع به عقلك ودع منه ما يريبك إلى أجل آخر.

فما كان صوابا فبهداية الله سبحانه. وأرجو أن تكون نسبته أكبر من نسبة الخطأ طالبا من الله أن يغفر لي كل زيغ راجيا رضاه عني وعن هذا العمل﴿ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ﴾(٨-٣)﴿ ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ﴾(٢٨٦-٢)

   




تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة