U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - الله نور السماوات والأرض -0182

   

٣٣- الله نور السماوات والأرض (3/13)

 

 

وجعل الله ظاهرة الليل والنهار في العالم العلوي الخفي عنا مرتبطة بدوران الستور فوق الحجب. وقسم نوره السفلي. فنور الحجب من نور رداء الكبرياء الذي هو من نور وجهه تعالى: وخلق ملائكة من نورها وهم حملة العرش ومن حوله. ونور جوانب العرش من نور حلقات الحجب: فالذين في وسط سدرة المنتهى والذين في جنة المأوى الدنيوية خلقوا تحت نور تلك الجوانب ( وآدم أيضا ). أما الملائكة في ذلك المستوى فخلقوا من ذلك النور. أما نور وسط العرش فمن نور رداء الكبرياء مباشرة دون حجب أخرى: فالذين في جنة الخلد خلقوا تحت هذا النور. وملائكتها خلقوا منه. ونور الكرسي جزء من نور جوانب العرش: فالذين في أغصان سدرة المنتهى اللاتي تحت طبقة الكرسي العليا خلقوا من نوره. ونور كل سماء جزء من نور الكرسي. وسقف كل سماء مختلف عن السقوف الأخرى من حيث المادة التي خلق منها. فالسماء السابعة تعكس نور الكرسي أكثر من السماء التي تحتها. ونور كل سماء يزداد مع توسع السماوات. وملائكة كل سماء خلقوا من نورها. أما أشياؤها فخلقت تحت ذلك النور.

وسنرى كيف يدخل نور الله الذي يأتي من فوق الحجب ومن فوق رداء الكبرياء إلى مختلف العوالم العلوية ومختلف العوالم السفلية. فالله نور السماوات والأرض فعلا. وهذا ليس تشبيها. لقد أضعف نوره السفلي بحجبه، وخلق ملائكة تحتها حول عرشه. وأضعف نور حجبه التي فوق جوانب عرشه بعرشه وخلق خلائق تحته. وأضعف نور عرشه بكرسيه وخلق خلائق في جوفه. وأضعف نور كرسيه بسماواته المختلفة فخلق خلائق في كل هذه العوالم. وخلق الله كل ذلك لضعف خلقه وضعف النشأة الأولى. ويوم القيامة بعد تقسيم الأنوار على مختلف الخلائق ودخول أهل الجنة الجنة وأهل النار النار سيكون الله فوق العرش ( وهو دائما فوقه ) دون حجب تحته إلا رداء الكبرياء الذي لو أزاله لاحترق كل شيء. فالذين حول العرش سيزدادون قوة لأن لن يكون فوقهم يومئذ إلا الله وعلى وجهه رداؤه بينما هم الآن تحت الحجب ( أما حجمهم يومئذ فهو كالذي سيصلون إليه يوم الفناء ). أما أهل جنة الخلد من ملائكة الدنيا والجن والإنس فستزداد قوتهم كثيرا لأنهم سينتقلون من الدنيا إلى الآخرة ويعطى لهم نور أيضا حسب درجاتهم أو إيمانهم وأعمالهم إلا أن الملائكة لا يحاسبون وهم عالمون بدرجاتهم في الجنة حسب درجاتهم الآن في السماوات. ولن يكون فوقهم إلا العرش والله سبحانه والرداء على وجهه تماما كالذين يوجدون الآن في تلك الجنة العظيمة وهم الحور العين والخزنة والغلمان المخلدون وكل ما خلق الله فيها. وسيعود الفضاء مضيئا للأبصار بنور الله لكن مع بعض التغيير: وهو " إظهار" تعاقب العشي والإبكار الدائم في كل الفضاء الذي تحت رداء الكبرياء ( أي في كل العرش وما حوله ) وليس فقط في جنة الخلد كما هو الأمر الآن. أما أصحاب النار فسيكونون في ظلمات بعضها تحت بعض ولا نور لهم.  



   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة