٦٥- الله يخاطب الكافرين
(10/10)
٢٤- فماذا ينتظرون لكي يؤمنوا بالله العظيم ؟
أ- هل ينتظرون سنة الأولين ؟
فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (٤٣-٣٥)
سنت الأولين: أي سيهلكون كما أهلك الأولون. فتلك عادة الله في الكافرين الظالمين. تبديلا: سنة الله لا تتبدل أي لا يتغير منها شيء. فالعقاب نزل على المكذبين الأولين وسينزل كذلك على الآخرين. تحويلا: أي لا تتغير كلها إلى سنة غيرها أو ضدها.
ب- أم الساعة ؟ هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (٦٦-٤٣) فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمُ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ (١٨-٤٧)
الساعة: وهي الساعة العظيمة ساعة البعث. وهم لا يشعرون: أي سيبعثون من موتهم وهم قبل ذلك لا يشعرون. سيستيقظون فجأة ليروا يوم الحساب. أشراطها: علاماتها. فهي كالشرط. لن تأتي حتى تمر أشراطها. فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم: فكيف ستنفعهم الذكرى عند مجيء الساعة؟
ت- أم بعض آيات الله أو الملائكة أو الله نفسه ؟ هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ (٣٣-١٦)( فبعد أن عرض الله على الكافرين ما يحدث لهم وللمؤمنين عند الموت وتبين مصير كل منهم جاءت هذه الآية تحذرهم من مجيء موتهم. فهل ينتظرون أن يبشروا بجهنم هم أيضا ؟ ) هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ (١٥٨-٦) هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ (٢١٠-٢)
هل ينظرون: أي هل ينتظرون لكي يؤمنوا إلا أن تأتيهم الملائكة ... ؟ الملائكة: الملائكة لقبض أرواحهم. أمر ربك: وهو العذاب أو يوم القيامة. كذلك فعل الذين من قبلهم: أي كذبوا الرسل. ومجيء الله يقصد به يوم الحساب. وبعض آيات ربك كطلوع الشمس من المغرب والدابة كما جاء في الحديث. أو كسبت في إيمانها خيرا: أي ولا ينفعها يومئذ إيمانها إن كان دون عمل من أعمال الإسلام وأقلها الفرائض. أي على الإنسان أن يؤمن بالله ويلتزم على الأقل بالفرائض قبل طلوع الشمس من المغرب لينال ثواب إيمانه. ظلل من الغمام: هي طبقات من الغمام بعضها فوق بعض تحجب ذات الله عن خلقه إن نزل إليهم. أما يوم الحساب فسيكون بعضها أمام بعض لتحمي الخلق من نوره الأعظم وهم أمامه. ولن يروه دون ظلل حتى يدخلوا الجنة. وقضي الأمر: أي وانتهى الأمر بوقوع الجزاء والثواب.
ث- أم ما قيل في القرآن ؟ هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ... (٥٣-٧)
تأويله: أي حدوث وقائع القرآن وأهمها يوم الحساب. الذين نسوه: أي نسوا هذا التأويل الذي هو يوم الحساب. من قبل: من قبل مجيء هذا التأويل. والذين نسوه هم كل الكافرين الذين كفروا برسلهم.
٢٥- إن الله يذكرهم بمقاصد الدين ← فصل الناس ٥٠-٤٢
٢٦- لقد خاطب سبحانه أيضا الأصناف التالية
- والمنافقين:← فصل المنافقون ٥٨
إرسال تعليق