٤٦- الأمثال
(12/17)
إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (١٧-٦٨) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (١٨-٦٨) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (١٩-٦٨) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (٢٠-٦٨) فَتَنَادَوا مُصْبِحِينَ (٢١-٦٨) أَنُ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَارِمِينَ (٢٢-٦٨) فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (٢٣-٦٨) أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (٢٤-٦٨) وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (٢٥-٦٨) بلوناهم: أي أهل مكة بالقحط والجوع بعد الغنى لأنهم لم يشكروا الله ولم يؤمنوا برسوله ﷺ. الجنة: قيل كانت باليمن بالقرب من صنعاء. ليصرمنها مصبحين: أي ليقطعن ثمارها في أول الصباح لكيلا يراهم المساكين ويعطوهم منها. ولا يستثنون: أي ولا يستثنون منها حصة المساكين الذين كان أبوهم يعطيهم منها. فطاف عليها طائف من ربك: أي نزل عليها وأحاط بها أمر الله بالدمار ( نار محرقة ). كالصريم: كالليل المظلم ( أي رماد أسود ). فتنادوا مصبحين: أي نادى بعضهم بعضا في أول الصباح. أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين: أي اذهبوا في الصباح إلى ثماركم إن كنتم تريدون حصدها وقطعها. يتخافتون: يتسارون فيما بينهم لكيلا يسمعهم أحد أن لا يدخلها اليوم عليهم مسكين. وغدوا: أي ذهبوا في الصباح. على حرد قادرين: أي قاصدين منع الفقراء من ثمار الجنة ظانين أن لهم القدرة على ذلك.
فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (٢٦-٦٨) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (٢٧-٦٨) قَالَ أَوْسَطُهُمُ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (٢٨-٦٨) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (٢٩-٦٨) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (٣٠-٦٨) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (٣١-٦٨) عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبَدِّلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (٣٢-٦٨) كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (٣٣-٦٨) لضالون: أي عن الطريق وعن جنتهم لما رأوها مدمرة وأنكروها. أو عن الصواب لما غدوا على نية منع المساكين. محرومون: أي حرمنا ثمار جنتنا بتصرفنا. أوسطهم: أعقلهم وأعدلهم رأيا. لولا تسبحون: أي تسبحون الله وتعطون حقه للمساكين بدل بخلكم وكفركم بنعمه. ظالمين: ظالمين لأنفسنا بالمعصية ومنع الفقراء حقهم. يتلاومون: يلوم بعضهم بعضا على مشورتهم المشؤومة بينهم. يا ويلنا: يا لشقاوتنا. طاغين: أي لم نلتزم بحدود الله وحقوقه. خيرا منها: أي من الجنة التي أحرقت. راغبون: أي نطلب العفو والمغفرة. كذلك العذاب: أي كذلك العذاب لكم يا كفار مكة بذهاب سعة رزقكم.
إرسال تعليق