٣٩- محمد ﷺ
(2/26)
محمد ﷺ هو إمام الأنبياء والرسل وخاتمهم. وقد صلى بهم ليلة إسرائه في المسجد الأقصى. وهو رسول الله إلى الناس كافة، بل إلى الجن أيضا. كلف بالرسالة العظمى وتبليغ أحسن الشرائع لسعادة البشر. وتلقى أحسن كتب الله القرآن العظيم المحفوظ إلى الأبد. وعرج به في حياته إلى ما فوق سبع سماوات. ورأى من آيات ربه الكبرى. وغُفر له في حياته ما تقدم من ذنبه وما تأخر. وصلى الله عليه وملائكته وطلب من المؤمنين أن يصلوا عليه ويسلموا تسليما. ونصره بالملائكة في حروبه. إنه دعوة إبراهيم ونبوءة موسى وبشارة عيسى عليهم السلام. كل هذا يدل أن الله أحب هذا الإنسان ذا الخلق العظيم. فالصلاة والسلام عليك يا نبينا وإمامنا وحبيبنا وشفيعنا، والصلاة والسلام على آلك وصحبك أجمعين.
ولقد أثنى محمد ﷺ على ربه عز وجل فقال للرسل ليلة الإسراء: » كلكم أثنى على ربه وإني مثن على ربي فقال: الحمد لله الذي أرسلني رحمة للعالمين وكافة للناس بشيرا ونذيرا وأنزل الفرقان فيه بيان لكل شيء وجعل أمتي خير أمة أخرجت للناس وجعل أمتي أمة وسطا هم الأولون وهم الآخرون وشرح لي صدري ووضع عني وزري ورفع لي ذكري وجعلني فاتحا وخاتما « فقال إبراهيم ﷺ : بهذا فضلكم محمد ﷺ . قال أبو جعفر الرازي: خاتم بالنبوة فاتح بالشفاعة يوم القيامة.
وفي حديث غريب جدا قال ﷺ « إن جبريل قال لي أخرج فأخبر بنعم الله التي أنعم بها عليك وفضيلته التي فضلت بها فبشرني أني بعثت إلى الأحمر والأسود وأمرني أن أنذر الجن وآتاني كتابه وأنا أمي وغفر ذنبي ما تقدم وما تأخر وذكر اسمي في الأذان وأمدني بالملائكة وآتاني النصر وجعل الرعب أمامي وآتاني الكوثر وجعل حوضي من أكثر الحياض يوم القيامة ووعدني المقام المحمود والناس مهطعون مقنعو رؤوسهم وجعلني في أول زمرة تخرج من الناس وأدخل في شفاعتي سبعين ألفا من أمتي الجنة بغير حساب وآتاني السلطان والملك وجعلني في أعلى غرفة في الجنة في جنات النعيم فليس فوقي أحد إلا الملائكة الذين يحملون العرش وأحل لي ولأمتي الغنائم ولم تحل لأحد كان قبلنا «
إرسال تعليق