٢٦- موسى
(3/18)
١٤- عند بلوغه الرشد آتاه الله الحكمة والعلم
وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٤-٢٨) واستوى: بلغ كمال عقله وجسمه. المحسنين: إشارة إلى أن موسى كان رجلا صالحا ومحسنا قبل نبوته.
١٥- قتل رجلا وغفر الله له ذلك
وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (١٥-٢٨) قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (١٦-٢٨) قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ (١٧-٢٨) ودخل المدينة: قيل مصر. على حين غفلة من أهلها: أي غافلون عما يجري في طرقها. أي في وقت تفرقهم ودخول مساكنهم. قيل وقت القيلولة. من شيعته: أي من قومه وهم بنو إسرائيل. هذا يبين أن أهل موسى كانوا قد أخبروه بهويته. عدوه: أي قبطي من قوم فرعون. فكانوا أعداء لأن هؤلاء كانوا يستعبدون بني إسرائيل ويعتدون عليهم ويستحيون نساءهم ... فوكزه: ضربه في صدره بجمع كفه. فقضى عليه: أي قتله. إنه عدو مضل مبين: وذلك بحيث جعلني أنقاد لهيجان غضبي. قال رب بما أنعمت علي ...: كان هذا نذرا من موسى في مقابل ما أنعم الله عليه بأن أنجاه من الذبح وآتاه العلم والحكمة والقوة البدنية: لن يكون ظهيرا لأي مجرم بعد هذه الحادثة وهو لا يدري بأن الله غفر له مباشرة قبل نذره هذا كما يتبين ذلك مرتبا في الآيتين. وذلك بفضل إنابته في الحين إلى الله ودعائه. وهو كدعاء يونس عليه السلام. ثم إنه لم يقصد قتل الرجل. ظهيرا: معينا. للمجرمين: ومنهم آل فرعون وقومه.
١٦- وفر من المدينة
فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ (١٨-٢٨) فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (١٩-٢٨) وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (٢٠-٢٨) فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٢١-٢٨) يترقب: أي يلقي سمعه وبصره تحسبا لعاقبة فعلته لا يدري هل علم بجريمته أحد أو لا. يستصرخه: يستغيثه كما سيقول الشيطان لمتبعيه: مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ (٢٢-١٤) لغوي: أي مضل مهلك أولا لكونه دعاه إلى العنف مرة أخرى بعد ما أوقعه في جريمة قتل خطأ وهو لا يريد ذلك. وثانيا لكونه يستصرخه قد يؤدي إلى افتضاح أمره خصوصا والمدينة هذه المرة ليست على حين غفلة من أهلها وأنهم علموا بلا شك أن جريمة قتل وقعت بالأمس. فلما أن أراد أن يبطش ...: أي لم يبطش به بعد. يبطش: البطش هو الأخذ بالقوة والعنف. عدو لهما: فالقبط كانوا يستعبدون بني إسرائيل. قال يا موسى أتريد أن تقتلني: قد يكون من قول الإسرائيلي تملكه الرعب لما رأى موسى غاضبا منه فظن أنه سيبطش به. وقيل قد يكون من قول القبطي استنتج أن موسى قد نصر الإسرائيلي بالأمس. وجاء رجل: أي بعد ذلك. قيل هو مؤمن آل فرعون المذكور في القرآن والله أعلم. من أقصى المدينة: أي حيث قصر فرعون. يسعى: يسرع في المشي. يأتمرون: يتشاورون في أمر قتلك. فاخرج: أي من المدينة ومن البلد. الظالمين: فكانوا يستعبدون بني إسرائيل ويشركون بالله.
إرسال تعليق