٢٢- يوسف
(9/10)
٢٧- كشف يوسف عن هويته لإخوته
فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (٨٨-١٢) قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ (٨٩-١٢) قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (٩٠-١٢) الضر: وهو هنا الجوع مع الفقر. ببضاعة: بثمن للقوت. مزجاة: أي مدفوعة وغير مقبولة لرداءتها. وأخيه: أي كانوا يعاملون بنيامين أيضا بإهانة. جاهلون: جاهلون بأن ما فعلتم كان جرما كبيرا عند الله. من الله علينا: من علينا بأن جمع بيننا بعد أن نجاني وأعطاني السلطة. لا يضيع أجر المحسنين: فيعطيهم إياهم عاجلا أو آجلا أو في الآخرة. وتقوى الله والصبر عليها من الإحسان.
٢٨- وتصالح معهم
قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ (٩١-١٢) قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (٩٢-١٢) آثرك: فضلك. لا تثريب: لا لوم ولا تعيير. يغفر الله لكم: أي سيغفر لكم لأني سامحتكم. بمعنى أنه لن يطلب أن يقتص له منهم.
اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمُ أَجْمَعِينَ (٩٣-١٢) فتنبأ لهم بشأن حال بصر أبيهم بوحي من الله.
٣٠- واشتم يعقوب ريح قميص يوسف من على بعد
وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمُ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ (٩٤-١٢) قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ (٩٥-١٢) فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمُ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٩٦-١٢) قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (٩٧-١٢) قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٩٨-١٢) فصلت: خرجت وفارقت مصر. العير: القافلة. لأجد ريح يوسف: وهذه معجزة. تفندون: تسفهون. ضلالك: أي فقدان صوابك. البشير: وهو أحد أبناء يعقوب جاء بالبشرى. فارتد: رجع. إني أعلم من الله ما لا تعلمون: أي تحقيق رؤيا يوسف وأن الله اجتباه. سوف أستغفر لكم: أي في صلاتي.
٣١- وجمع شملهم ( وكان يعقوب قبل ذلك في بلاد كنعان )
فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (٩٩-١٢ ) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَاي مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (١٠٠-١٢) دخلوا على يوسف: أي إلى مجلسه. آوى: ضم. وهذا استقبال الحبيب لحبيبه بعد فراق دام سنين عديدة. ادخلوا مصر ...: أي ليكن دخولكم مصر وإقامتكم فيها إن شاء الله في أمن وأمان. آمنين: آمنين من القحط والفقر وسائر المكاره. ورفع أبويه: قيل أباه وأمه راحيل وقيل خالته والله أعلم. العرش: هو السرير المرتفع الذي يجلس عليه يوسف. وخروا له سجدا: أي سجود تكريم لأن الله أكرمه وسجود شكر لكرمه وعفوه. كانت تلك عادتهم في ذلك الزمن. وهذا السجود وقع بعد أن بشرهم بالأمن والأمان وبعد رفع أبويه على العرش. فتأثروا بكرمه وخلقه ومكانته عند الله فسجدوا. وللذكر فهم لم يسجدوا لمكانته في مصر كما لم يسجدوا في المرة السابقة لما عرف بنفسه. تأويل رؤياي: أي تحقيق ما رأيت في منامي. البدو: البادية. نزغ: أفسد. فأحال ذنبهم على الشيطان تكرما منه. لطيف لما يشاء: أي يبر ويرفق بمن يشاء من عباده. العليم الحكيم: العليم بخلقه الحكيم في صنعه.
إرسال تعليق