U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

يوسف-08

   

٢٢- يوسف

(8/10)


٢٥- مكيدة من يوسف مكنته من استبقاء أخيه معه. وهو بنيامين شقيقه

وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٦٩-١٢) فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ (٧٠-١٢) قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ (٧١-١٢) قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (٧٢-١٢) قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ (٧٣-١٢) قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنتُمْ كَاذِبِينَ (٧٤-١٢) قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (٧٥-١٢) فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (٧٦-١٢) آوى: ضم. تبتئس: تحزن. بما كانوا يعملون: أي بحسدهم لنا وبما فعلوا بي. جهزهم بجهازهم: أوفى لهم كيلهم ليسافروا به إلى بلدهم. السقاية: إناء يشرب فيه الملك واتخذ كصاع للكيل. قيل كان من ذهب. رحل: أي ما يجعل على ظهر البعير. العير: القافلة. صواع: صاع أو مكيال. حمل بعير: أي كمكافأة. زعيم: أي كفيل أؤديه إليه. تالله: قسم. فما جزاؤه إن كنتم كاذبين: أي كيف نعاقب سارقه إن كذبتم ووجدنا الصاع في متاعكم ؟ جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه: أي من وجد في رحله صاع الملك سيكون بذاته جزاء السرقة أي يسلم إلى صاحب الصاع ليكون عبدا عنده. كذلك نجزي الظالمين: أي تلك عادتنا في معاقبة السارقين. كذلك كدنا ليوسف: كان هذا الكيد من إلهام الله له. ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك: أي طبقا لقوانين الملك ما كان يوسف ليحرم بنيامين من حريته ولو سرق بل كان للسرقة في مصر حكم آخر. لكن بمكيدته أخذ عن إخوته وهو عليم بشريعتهم الالتزام بأن يعاقب السارق بالرق. إلا أن يشاء الله: فشاء الله في هذه الحالة. نرفع درجات من نشاء: فرفع الله درجة يوسف فوق درجة إخوته بل وفوق دين الملك. فخالف حكم البلد دون مشكلة بمكيدة وعلم. وفوق كل ذي علم عليم: فالناس وكل الخلق العاقل درجات في العلم.

قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ (٧٧-١٢) قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٧٨-١٢) قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ (٧٩-١٢) فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمُ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (٨٠-١٢) ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حافِظِينَ (٨١-١٢) وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (٨٢-١٢) سرق أخ له من قبل: قيل هذا راجع إلى مكيدة عمة يوسف به وهي أكبر ولد إسحاق. فلكي تبقيه في بيتها وهو إذ ذاك طفل صغير حزمت منطقة إسحاق تحت ثيابه ثم اتهمته بالسرقة لكي يكون لها الحق طبقا لشريعتهم بأن تبقيه كعبد عندها. فأسرها يوسف في نفسه: لأن اتهامه بالسرقة كذب وافتراء عليه. قال أنتم شر مكانا: أي قال في نفسه بأنهم هم الذين في شر وضعية بما فعلوا به. بما تصفون: وهو افتراؤهم. العزيز: أي في المنصب. فرئيس كل منصب كان يسمى عندهم عزيزا. خلصوا نجيا: أي انفردوا متناجين متشاورين. موثقا: عهدا باليمين. ومن قبل ما فرطتم في يوسف: أي وتفريطكم في يوسف من قبل. فلن أبرح الأرض: أي لن أفارق مصر. أو يحكم الله لي: أي يحكم بما قدر لي من مصير. وما شهدنا إلا بما علمنا: أي لم نشهد بكذب أثناء الحكم. وما قلنا إلا ما كنا نعلم. وما كنا للغيب حافظين: أي ما كنا لنعلم الغيب وفوجئنا بما فعل بنيامين. واسأل القرية: هي مصر. أي ابعث من يسأل هناك. والعير: القافلة.

٢٦- ابيضت عينا يعقوب من الحزن

قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمُ أَنفُسُكُمُ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (٨٣-١٢) أي يأتيني بيوسف وبنيامين والابن الأكبر الذي ظل في المدينة. سولت: زينت وسهلت. فصبر جميل: أي لا جزع فيه ولا شكوى إلا إلى الله. العليم الحكيم: عليم بحالهم وبحالي الحكيم في تدبير شؤون خلقه ومنها مصير أولادي.

وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (٨٤-١٢) قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (٨٥-١٢) قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٨٦-١٢) يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ (٨٧-١٢) وتولى: أي أعرض. يا أسفى: يا حزني. وابيضت عيناه: من كثرة البكاء والحزن أصابتهما غشاوة بيضاء فلم يعد يبصر. كظيم: كئيب حزين. تفتأ تذكر: أي ستظل تذكر أو لا تزال تذكر. حرضا: أي ضعيف القوة إلى حد الهلاك. بثي: وهو الهم الشديد الذي نحتاج لأن نبثه إلى من يخفف عنا ثقله. وأعلم من الله ما لا تعلمون: فكان يعلم أن الله اجتبى يوسف نبيا وأن رؤياه حق وأنه حي وساجد له. فتحسسوا من يوسف وأخيه: أي فابحثوا عن أخبارهما. روح الله: أي فرجه ورحمته.


   





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة