٢٢- يوسف
(6/10)
٢٢- التقاء يوسف بإخوته
وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ (٥٨-١٢) وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمُ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنزِلِينَ (٥٩-١٢) فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلَا تَقْرَبُونِ (٦٠-١٢) قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ (٦١-١٢) وَقَالَ لِفِتْيَتِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٦٢-١٢) وجاء إخوة يوسف: وذلك نظرا للقحط الذي أصاب الناس في السبع العجاف حتى وصل إلى بلاد كنعان حيث مسكن يعقوب. وهم له منكرون: أي لم يعرفوه. جهزهم بجهازهم: أوفى لهم كيلهم ليسافروا به إلى بلدهم. ائتوني بأخ لكم من أبيكم: فكانوا قد نزلوا عنده لقوله: " أَلَا تَرَوْنَ (...) وَأَنَا خَيْرُ الْمُنزِلِينَ ". وهذا يقتضي أنهم حكوا له قصتهم من أجل التحقيق لأنهم غرباء. وكان هذا الطلب شرطا لم يذكر القرآن سببه. فلا شك أن يوسف دفعهم بحيلته أثناء ضيافتهم عنده إلى أن ارتكبوا بأقوالهم ما يبرر شرطه عليهم حضور أخ لهم من أبيهم دون أن يشكوا في هويته أو في غرابة هذا الطلب. فكان يوسف في غاية المكر وعليما بأسرار إخوته فأمرهم بإحضار هذا الأخ في المرة القادمة ربما كدليل على صدقهم وهددهم. أي إحضاره هو الذي سيرفع الحرج أو عدم الثقة الذين أنشأهما يوسف عمدا بينه وبينهم بحيله. وذكرهم بأنهم لا غنى عنه لأنه يوفي الكيل ويكرم الضيف. ألا ترون أني أوف الكيل ...: هذا من باب التهديد. أي أين ستجدون من يوفي لكم الكيل خصوصا في السنين العجاف هاته ؟ خير المنزلين: خير المضيفين. فلا كيل لكم عندي: لا قوت أبيعه لكم. ولا تقربون: أي لن تنزلوا عندي ولن تقربون. سنراود عنه أباه: سنجتهد في طلب ذلك برفق من أبينا. لفتيته: غلمانه. بضاعتهم: أي ثمن الميرة. ثمن ما اشتروه من القوت. رحالهم: أوعيتهم. لعلهم يرجعون: أي يرجعون ليردوا البضاعة لأن لا يجوز لهم أخذ شيء بلا ثمن أو للكيل من جديد بتلك البضاعة.
إرسال تعليق