U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

هود-04

   

١٤- هود 

(4/5)

٨- العقاب

أ- وَالْفَجْرِ (١-٨٩) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (٢-٨٩) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (٣-٨٩) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (٤-٨٩) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (٥-٨٩) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (٦-٨٩)

(...) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (١٣-٨٩) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (١٤-٨٩)

والفجر: فجر كل يوم. وقيل فجر يوم النحر. وليال عشر: العشر الأوائل من ذي الحجة. والشفع: ما يكون ثانيا لغيره. قيل هو هنا يوم النحر يوم العيد. والوتر: المفرد. قيل هو هنا يوم عرفة. والليل إذا يسر: أي إذا أشرف على الإدبار مباشرة قبل الفجر. هل في ذلك قسم: أي أليس فيما ذكر قسم مقنع ؟ لذي حجر: لذي عقل. وجواب القسم محذوف وهو " ليعذبن الله الكفار والمشركين " كما عبر عن ذلك باستفهام: ألم تر كيف فعل ربك بعاد .... بعاد: هم قوم هود.

وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى (٥٠-٥٣) عادا الأولى: هي أول قبيلة كفرت بعد طوفان نوح. وقيل أن إرم اسم لأمة من عاد. وهي عاد الأولى أول قبيلة من عاد أهلكها الله. وهود آخر نذير إليهم.

ب- فأقبل عليهم سحاب كثيف : فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (٢٤-٤٦) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا (٢٥-٤٦) رأوه: الضمير عائد إلى العذاب الذي وعدوا به. عارضا: وهو سحاب هنا. وسمي كذلك لأنه كان يبدو في عرض السماء أو عرض في الأفق.

فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا (٤٠-٢٩) فمنهم: أي من الأقوام القديمة. من أرسلنا عليه حاصبا: وهم قوم عاد المذكورون في الآية قبل السابقة. أرسل الله عليهم ريحا شديدة بلا شك فيها حصباء كالتي أرسلت على قوم لوط.

ت- ريح شديدة البرودة :

كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (١٨-٥٤) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (١٩-٥٤) تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (٢٠-٥٤) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (٢١-٥٤)

وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (٦-٦٩) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا  فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمُ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (٧-٦٩) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحْسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ (١٦-٤١)

كذبت عاد: أي كذبت رسل الله. عاد: وهم قوم هود. ريحا صرصرا: أي شديدة البرد والسموم. يوم نحس: أي مشؤوم عليهم. مستمر: استمر عليهم العذاب إلى أن أهلكهم. ودام سبع ليال وثمانية أيام. تنزع الناس: تقلعهم من أماكنهم. أعجاز نخل: أي أصوله بلا فروعه. منقعر: منقلع عن مغرسه. عاتية: قوية شديدة العصف والهبوب. سخرها عليهم: سخرها الله ضدهم. حسوما: كانت تلك الأيام والليالي العصيبة متتابعة لا تنقطع أو مشؤومة. فيها: أي في تلك الريح ( أو في تلك الليالي والأيام ). صرعى: موتى. خاوية: بالية وفارغة. فكذلك كانت أجسادهم تبدو خفيفة تلعب بها الرياح. نحسات: مشؤومات.

ث- مصيرهم جهنم : وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ (١٦-٤١)

ج- أما بعد إهلاكهم : فَأَصْبَحُوا لَا تَرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (٢٥-٤٦) فأصبحوا: فصاروا. إلا مساكنهم: أي ما بقي من مساكنهم. أما هم فدمروا كباقي أشيائهم. المجرمين: هم هنا الطاغون في المعتقد والأعمال.

ح- وقطع دابرهم : وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ (٧٢-٧) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (٨-٦٩) وقطعنا دابر ...: أي لم يبق لهم آخر. فهل ترى لهم من باقية: أي هل ترى بقي منهم شيء ؟ والآية عن عاد وثمود.

خ- لعنهم الله : وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ (٦٠-١١) وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة: أي اللعنة تتبعهم في هذه الدنيا من الله ومن كل من ذكرهم. بل القرآن يذكر الناس بها: ألا بعدا لعاد قوم هود: بعدا عن رحمة الله. وهم الآن في سجين تحت الأرض السابعة. واللعنة هي الطرد من رحمة الله والإبعاد عنها.

د- في هذا العقاب آية : وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (٤١-٥١) مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (٤٢-٥١) فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣٩-٢٦) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٤٠-٢٦) وفي عاد ...: أي وفي قصة عاد قوم هود آية أيضا للذين يخافون العذاب الأليم. الريح العقيم: أي التي قطعت نسلهم بإهلاكهم. وهي ريح تهلك كل شيء ولا تأتي بمطر ولا تلقح الشجر. ما تذر: ما تترك. كالرميم: أي باليا يابسا متفتتا. فأهلكناهم: فأهلكناهم بريح صرصر. ذلك: أي قصة هود. لآية: آية في تنجية المؤمنين وإهلاك الكافرين. أكثرهم: أكثر قوم هود. وأيضا أكثر أهل مكة كما ذكر في أول السورة وأعيد في ختام كل قصة:" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (٨-٢٦)." أي لم يؤمنوا مع رؤيتهم لهذه الآية أيضا. والله لا يعمم عليهم بالكفر ليخرج نسبة من هذه الحقيقة لعلها تؤمن.

ذ- عقاب عادل : ... وَعَادٌ ... (١٢-٣٨) ... إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (١٤-٣٨)

فحق عقاب: أصبح حقا أن ينزل عليهم عقابي.

ر- ولم ينفعهم أي شيء : وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (٢٦-٤٦) ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه: أي إن مكناكم في شيء فقد مكناهم فيه. والعكس غير صحيح. أي هذه الآية لا تعني أنهم كانوا مثلهم في الإمكانيات بل كان قوم عاد أقوى وأغنى. وآيات أخرى تبين أن الله مكن للأقوام السالفة ما لم يمكن لعرب قريش. وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة: أي كانوا مستبصرين كما جاء في آية أخرى. أي ذوي بصيرة يعون ما يسمعون وما يبصرون. فما أغنى عنهم ...: ما دفع عنهم من عذاب الله من شيء. ما كانوا به يستهزئون: أي عذاب الله.

ز- لقد حذر سبحانه العرب من عقاب شبيه بهذا العقاب : فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (١٣-٤١) أنذرتكم: أي لقد خوفتكم من صاعقة ... صاعقة: عذاب مهلك يصعق من نزل عليه.


   





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة