١٣- نوح
(4/8)
١٣- استهزأ القوم منه لأنه كان يصنع الفلك فوق أرض يابسة ( أو لأنه كان يبني شيئا غريبا عنهم وهي السفينة )
وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (٣٨-١١) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (٣٩-١١) ملأ: جماعة. عذاب يخزيه: يذله وهو عذاب الغرق. ويحل عليه: يجب عليه وينزل به. عذاب مقيم: دائم وهو عذاب جهنم.
١٤- الأمر إلى نوح بشحن السفينة
أ- تلقى هذا الأمر قبل صنعها: فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (٢٧-٢٣) جاء أمرنا: أي وصل أجل تجليه. وفار: بمعنى هنا نبع الماء. التنور: تجويفة من طين أو فخار تجعل في الأرض فيخبز فيها. فاسلك فيها: أدخل في السفينة. زوجين اثنين: أي ذكر وأنثى من مختلف الكائنات الحيوانية. وأهلك: أسرتك. من سبق عليه القول: من سبق قضاؤنا ضده لكفره (فكل شيء مكتوب قبل الخلق) كزوجة له وأحد أولاده قيل اسمه كنعان. فهؤلاء لن يركبوا في السفينة. ولا تخاطبني في الذين ظلموا: أي لا تشفع لهم لينجوا من الهلاك. والذين ظلموا هنا هم المشركون والكفار.
ب- ومرة أخرى في الوقت المناسب : حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (٤٠-١١) أنظر الفقرة السابقة.
١٥- الأمر بدعاء الله وحده إذا ركبوا في السفينة
فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٢٨-٢٣) وَقُلْ رَبِّ أَنزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ (٢٩-٢٣) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ (٣٠-٢٣) استويت ... على الفلك: أي علوت فوقها وركبتها. الظالمين: وهم هنا المشركون. منزلا: أي إنزالا أو مكان إنزال السفينة بعد غور الماء في الأرض. مباركا: أي يكون مصدر خير لا خطر فيه ولا هلاك. خير المنزلين: أي تنزل من تشاء إلى خير مقام. إن في ذلك لآيات: فالطوفان الذي أغرق الكافرين ونجا منه المؤمنون في سفينة نوح من آيات الله للناس. ومنها أيضا معلومة استواء السفينة على الجودي. وإن كنا لمبتلين: أي تركنا آيات في قصة نوح دالة على وجودنا وقدرتنا وإن كان مرادنا الأول ابتلاء العباد لتنزيل عقابنا على من خسر كقوم نوح.
١٦- الصعود إلى السفينة
وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِاِسْمِ اللَّهِ مُجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (٤١-١١) وقال: أي قال نوح للمؤمنين. وكانت أول سفينة يركبها بنو آدم. باسم الله ستجري فوق مياه الطوفان وباسمه سترسى فوق ما شاء. إن ربي غفور رحيم بنا نحن ركاب هذه السفينة.
١٧- الفلك فوق الموج
أ- إِنَّا لَمَّا طَغَا الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ (١١-٦٩) لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذْنٌ وَاعِيَةٌ (١٢-٦٩) طغا الماء: كثر وعلا مستواه. حملناكم: حملناكم أيها البشر وأنتم في أصلاب الذين كانوا مع نوح. أي حملنا جنسكم في الجارية. ولولا ذلك لما كنتم أنتم ! الجارية: وهي سفينة نوح التي كانت تجري فوق مياه الطوفان. لنجعلها لكم تذكرة: لنجعل هذه القصة عظة تذكرون بها قدرة الله ورحمته عليكم كما رحم الذين نجاهم بفضل إيمانهم. وتعيها: تحفظها وتستوعبها. أذن واعية: أي حافظة تعي وتقدر الأمور حق قدرها.
ب- وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ (٤٢-١١)(أي كالجبال من عظمة الطوفان )
١٨- نوح وابنه
وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (٤٢-١١) قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (٤٣-١١) وهذا الطوفان العظيم تعدى قمم الجبال. معزل: مكان معزول مستقل عن السفينة. سآوي: سألجأ. يعصمني: يحفظني. وحال بينهما الموج: اعترض بينهما وعلا بحيث لم يتمكن أحدهما من أن يرى الآخر.
إرسال تعليق