١١- آدم
(4/6)
٦- سجود الملائكة لآدم
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا (٣٤-٢) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمُ أَجْمَعُونَ (٧٣-٣٨) كلهم أجمعون: أي سجد المعنيون بالأمر كلهم في آن واحد. وهم ملائكة الدنيا. أما الكروبيون حول العرش فبلا شك لم يعنهم لأنهم أقرب الخلق إلى الله. وسيظلون كذلك حتى بعد يوم القيامة والحساب.
بعد خلق الأرواح: وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ (١١-٧) أي أوجدناكم يعني أرواحكم ثم جعلناكم في صور في عالم الأموات وهي غير صور الأحياء. والأرواح تحتاج إلى قوالب تضمها. قال تعالى( كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون ﴾( ٢٨-٢). هذه الآية تبين أن آدم وذريته أوجدهم الله في عالم الأموات قبل وجودهم أحياء في الأرض. والآية (١١-٧) تفصل هذا الأمر. وخلق جسم آدم في الصورة التي سيكون بها حيا أمام الملائكة ثم نفخ الله فيه من روحه لتدب الحياة فيه. فبهذه النفخة أصبحت روح آدم حية. وبحياة هذه الأخيرة أصبح جسمه حيا أيضا.
وقيل أن قوله تعالى: " ولقد خلقناكم ثم صورناكم " يقصد به آدم فقط لأنه يمثل الجنس البشري كما هو معهود في أساليب القرآن كقوله تعالى " إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية (١١-٦٩)". لكن وجودنا أمواتا في السماء قبل وجودنا أحياء في الأرض حقيقة لا شك فيها. والله خلقنا بلا شك في زمن خلق آدم كما جاء في الآية.
٧- امتنع إبليس عن السجود
إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (٣٤-٢) إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (١١-٧) إبليس كان من الجن. وكان في جنة المأوى التي عند سدرة المنتهى ربما لأنه الأب الأول لأعظم ذرية من الجن كآدم أب لأعظم ذرية من الإنس. وكلهم سيكونون في أعظم ابتلاء في الحلقة الأرضية. لذلك شرفه الله من قبل آدم بأن جعله في تلك الجنة. وكان من الكافرين: أي في علم الله وأصبح مشهودا من الكافرين منذ امتناعه عن السجود. ورفض أمر الله كفر.
أنظر تفاصيل هذه الفقرة في فصل الجن ٤٩ ← إبليس العاصي ٤٩-٨- إبليس المتمرد ٤٩-٨ج- إبليس المتكبر ٤٩-٨ث
إرسال تعليق